أصدرت الهيئة الصحية الشرعية الإضافية بمنطقة عسير الأسبوع الماضي حكما بتغريم طبيب 15 ألف ريال فقط كدية "الغرة"، وذلك بعد مخالفته للأصول المهنية واعترافه بسوء تقديره لحالة ولادة طفلة قبل نحو عامين ونصف ما أدى إلى وفاتها. من جانبه، رفض والد المتوفاة الحكم، معتبرا أن سوء التقدير الذي أقر فيه الطبيب تسبب في وفاة طفلته وتعرض زوجته لأعراض طبية ونفسية امتدت لأشهر طويلة، وأن أعتراف الطبيب هو بمثابة الإقرار بتسببه في وفاة مولودته. وبدأت تفاصيل الحادثة قبل نحو عامين ونصف العام، حينما فتحت إدارة مستشفى خميس مشيط للنساء والولادة التحقيق في شكوى تقدم بها مواطن ضد الطاقم الطبي الذي باشر ولادة زوجته يتهمهم فيها بالتسبب في وفاة مولودته التي أسماها "نورة". وقال والد الطفلة معجب أحمد جلعود آل سلطان ل"الوطن" إنه كان يتابع مراحل الحمل لزوجته بالمستشفى، وأثناء شعور زوجته بأعراض الولادة راجع المستشفى لكن الأطباء أكدوا لهما أن الفحوصات الطبية تشير إلى أن الوضع الصحي للجنين "ممتاز" وأن موعد الوضع لزوجته لم يحن بعد والأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت وطالبوه بأن تغادر زوجته المستشفى وتبذل مجهودا في الفترة المتبقية لها من الحمل بالمشي وشرب السوائل استعدادا للولادة في حال طرأت أعراضها، مضيفا أنه عاد فجر اليوم التالي بعد ظهور أعراض الولادة على الزوجة بشكل مؤكد. وأضاف آل سلطان أنه عند الساعة التاسعة من صباح اليوم نفسه توجه للاطمئنان على زوجته وجنينها، ولكن "الفاجعة" كانت أمامه حسب وصفه حيث حاول الطاقم الطبي التهدئة من روعه في محاولة منهم لإقناعه بتقبل الأمر بأن وفاة ابنته كانت طبيعية. وأضاف: بادرت مسرعا إلى زوجتي بغرفة التنويم للاطمئنان عليها فأكدت لي تعرضها للإهمال وتأخر الطبيب المشرف على ولادتها في التدخل بإجراء عملية جراحية لها لإخراج الجنين. وأكد آل سلطان أيضا أن الحكم لم ينصفه هو وزوجته حيث تعرضا لحالة نفسية كبيرة استمرت لفترة طويلة نتيجة الصدمة لوفاة طفلتهما. وأوضح آل سلطان أن جميع الطاقم الطبي والممرضات الموجودات الذين شهدوا الحالة سجلوا اعترافاتهم في ملف القضية لدى هيئة التحقيق والادعاء العام التي تشير إلى إدانة الطبيب وإهماله، وأنهم استدعوه نحو ثلاث مرات لمباشرة حالة زوجته إلا أنه لم يتجاوب.