بدأت الخلافات الشخصية والتنازع على المصالح في الظهور، وسط قواعد وقيادات جماعة الحوثي المتمردة، وهو تطور أشار محللون إلى أنه كان متوقعاً، نظراً لقناعة جميع كوادر الحركة الانقلابيين بعدم شرعية انقلابهم، وعدم وجود مسوغات له. إضافة إلى إدراكهم أن الوضع الحالي إلى زوال، وأن الشرعية ستعود إلى اليمن في أقرب فرصة ممكنة، لذلك باتوا يسابقون الزمن، أملاً في الحصول على أكبر قدر ممكن من المصالح الذاتية. هذا الوضع دفع بعض القيادات إلى تقديم استقالاتها من عضوية ما يسمى ب"اللجان الثورية"، التي باتت تسيطر على زمام الأمور في اليمن، وطالبوا قيادة الجماعة بالتدخل لإيقاف كثير من الممارسات الخاطئة، التي تسببت في إدخال اليمن في أزمات كثيرة، أفضت بدورها إلى تضاعف أسعار السلع الغذائية، وندرة كثير من المواد الضرورية التي يحتاجها اليمنيون. وأعلن رئيس كتلة تنظيم الأحرار، النائب في البرلمان اليمني عبده بشر، استقالته اليوم من اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، متهماً إياها بالفساد والفشل، وقال في بيان "أقدم اعتذاري إلى الشعب اليمني عن الفشل المتعمد الذي صاحب أعمال اللجنة، وهو ناتج عن العشوائية واللامبالاة، والارتجال، وعدم تحمل المسؤولية، والارتهان، وتقديم المصالح الشخصية، وفق الأمزجة والأهواء". وتابع بالقول "هناك اعتقالات قامت بها اللجنة الثورية ولم تقدم من تم اعتقالهم للمحاكمة، واللجنة مارست تلاعباً واضحاً وفساداً في جميع مرافق ومؤسسات الدولة. وجميع الخطط والبرامج لم ينفذ منها شيء وظلت حبراً على ورق"، مشيراً إلى أن الأمور تفاقمت، وزاد التدهور والفساد والتلاعب، وذلك بسبب تصرفات اللجنة الثورية". وأكد بشر أنه حاول تقديم النصح، لكن لم يستمع له الآخرون، لذلك لم يجد بدا من الاستقالة.وكان القيادي السابق في الجماعة المتمردة، علي البخيتي، شن هجوماً لاذعاً على الحوثيين، واتهمهم بأخذ أموال الناس بالباطل، وقال إن الفساد "يضرب سمعة الحوثيين في الصميم من خلال ممارساتهم، في ابتزاز التجار وأصحاب المصالح، وفي طرق حل مشاكل الناس، والبلطجة، والتعصب الذي يمارسونه مع بعض الأطراف الذين يقدمون شكاواهم". مشيراً إلى أن أبرز أساليب الحوثيين في ابتزاز الآخرين وأخذ أموالهم من خلال ما يسمى بالمجهود الحربي.وأشار إلى أن تحصيل المبالغ المالية من دون ضوابط محاسبية وقانونية، يعد فساداً معلناً ضرب سمعة الحركة في الصميم، موضحا أن هناك ثراء ناتجا عن فساد واضح على كثير من المشرفين على تلك الجبايات المالية.وحذر البخيتي الحوثيين من أن الحركة ستدمر نفسها إذا لم توقف البلطجة والتعصب وابتزاز المواطنين والإتاوات.