غداة الهجوم الإرهابي على فندق في ولاية سوسةالتونسية السياحية أول من أمس، والذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي واسفر عن مقتل 38 شخصا، واصل آلاف السياح الأجانب مغادرة تونس أمس ، في عمليات إجلاء من البلاد بدأت عقب الحادث ، خوفا من تكرار الهجمات الإرهابية، فيما وصفت دوائر سياسية وإعلامية في بريطانيا الحادث بالصدمة ، خاصة و أن من بين القتلى 15 بريطانيا. ومن جانبه وصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم بأنه "ضربة موجعة" لاقتصاد بلاده ، في حين اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق "كارثة" على السياحة التي تعتبر من أعمدة الاقتصاد. وأكد رئيس الحكومة حبيب الصيد ،استدعاء جيش الاحتياط "لتعزيز التواجد العسكري والأمني في المناطق الحساسة ، والمواقع التي فيها خطر ارهابي" و"تكثيف الحملات الامنية والمداهمات لتتبع العناصر المشبوهة والخلايا النائمة" وغلق 80 مسجدا "تبث السموم للتحريض على الارهاب". وعلى صعيد التحقيقات ، افاد الصيد ان منفذ الهجوم "طالب في جامعة القيروان مولود سنة 1992، ومتحدر من مدينة قعفور" من ولاية سليانة (شمال غرب) "وليس له اي سوابق"، مضيفا أن الشاب الذي تظاهر بأنه مصطاف أخفى سلاح كلاشنيكوف في مظلة شمسية ثم أطلق النار على سياح أمام الفندق وداخله. ومن جانبها ، أعلنت السلطات التونسية أمس، انه تم التعرف على هويات 17 من الضحايا ال " 38" لهجوم أول من أمس على الفندق، وقالت وزارة الصحة في بيان انه "تم التعرف على هويات 17 من ضحايا الهجوم الارهابي، موضحة أن هؤلاء يحملون "الجنسيات البريطانية والالمانية والايرلندية والبلجيكية والبرتغالية". وأضاف البيان ، أن 23 من جرحى الاعتداء ال38 غادروا المستشفى. بدوره، دعا مفتي الجمهورية التونسية حمدة سعيد أمس، الشعب التونسي إلى الانصهار في جبهة وطنية شاملة وموحدة ضد قوى البغي والإرهاب لدحر العدو المشترك. وأدان سعيد في بيان صدر أمس عن ديوان الإفتاء التونسي الهجوم الإرهابي الذي استهدف أحد الفنادق بمدينة سوسة الساحلية أمس، مشددًا على أن شناعة الجريمة النكراء المتكررة ضد الأبرياء من أجانب وتونسيين لن تثنى صلابة إرادة شعب تونس الأبي ولن تهز من وحدته الصماء والتفافه حول دولته وتحت رايته الوطنية الجامعة. وفي بريطانيا، وصفت دوائر سياسية وإعلامية الهجوم الإرهابي في تونس بالصدمة ، وقال مسؤول في الخارجية البريطانية "إن الهجوم الارهابي في تونس و الذي راح ضحيته 15 بريطانيا هوالاكبر ضد مواطنين بريطانيين" منذ اعتداءات لندن في 2005، وخرجت الصحف البريطانية تحمل عناوين "مجزرة على كراسي الشاطئ"، "جمعة الدم"، "رعب على الشاطئ"، مشيرة إلى أن الحادث هو الأبشع منذ سنوات. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صرح اثر اجتماع ازمة أمس، ان البلاد "يجب ان تستعد لاحتمال سقوط عدد كبير من البريطانيين بين ضحايا الهجوم الوحشي في تونس". واضاف "كانوا سياحا ابرياء يمضون اجازات ويحاولون الاسترخاء والاستمتاع برفقة اصدقاء واقارب"، وأجرى اتصالات هاتفية مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل. كما أعلنت سكوتلانديارد أنها ارسلت "عددا كبيرا من الشرطيين الى تونس لمساعدة السلطات التونسية واجراء تحقيقنا الخاص".