استمرارا لتغيير التركيبة السكانية للمدن السنية العراقية وتهجير أهلها واستبدالهم بمجاميع سكانية أخرى في مناطق ومدن حزام بغداد، تعاني جنوب محافظة صلاح الدين هي الأخرى من التهجير والتشريد والاستيلاء على المنازل والمواشي والأراضي الزراعية وجميع الممتلكات التي يتم توزيعها وبيعها بأسعار رخيصة في المناطق الشيعية، كما حدث في ديالى والبصرة والحلة ومناطق واسعة من جنوبالعراق ووسطه. وأكد شهود عيان ل"الوطن" من منطقة العذية السنية التابعة لقضاء بلد بمحافظة صلاح الدين 90 كيلومترا شمال بغداد، أن العذية وبعض البلدات الأخرى المجاورة لها سبق وأن دخلها تنظيم داعش الإرهابي من حوالي سنة تقريبا ووقفت هذه المناطق مع الحشد الشيعي في القتال ضد التنظيم باستثناء سكان العذية الذين ظلوا على الحياد خوفا من التنظيم ولم يدخلها الحشد الشيعي بل دخلتها الصحوات السنية من الجبور والعبيد وبعض الخزرج والمجمع. وبعد أشهر عدة من سيطرة داعش على بلدات وقرى يثرب وعزيز بلد والمزاريع دخل الحشد الشيعي وبقوة كبيرة من جهة "ديالى - العظيم" بقيادة هادي العامري، وعندها طلب التنظيم من الأهالي الخروج من مناطقهم فورا لأن قوة الحشد أكبر بكثير من التنظيم. وبعدها وبالفعل خرج السكان وتركوا منازلهم واستولت عليها الميليشيات الشيعية وتبدأ كعادتها بالسرقة والحرق والتجريف ومنع أهلها من العودة بحجة أنهم كانوا مؤيدين أو منتمين لداعش. وتعقيبا على ذلك أكدت مصادر حقوقية وإنسانية مستقلة قيام ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية بنهب عدد من القرى في محافظة صلاح الدين بعد تهجير سكانها. وقال مسؤول مركز بغداد لحقوق الإنسان مهند العيساوي إن قصفا مكثفا بالهاون نفذته ميليشيات الحشد على مناطق النباعي وسيد غريب والفرحاتية والكسارات في جنوب صلاح الدين مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين وهلاك المواشي، إضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات لافتا إلى أن القصف تسبب بتهجير 900 عائلة سنية. إلى ذلك تواصل القوات الأمنية قصف مناطق متفرقة في قضاء الفلوجة شرقي مدينة الرمادي. وجددت حكومة الأنبار المحلية مطالبتها بتجنب قصف الأحياء السكنية في القضاء لتفادي سقوط ضحايا بين المدنيين، مشددة على توجيه ضربات مركزة تستهدف أماكن يتحصن فيها مسلحو داعش.وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة المحلية حكمة سليمان ل"الوطن": حصل اتفاق سابق بين الحكومتين المحلية والمركزية على الحد من عمليات قصف مدينة الفلوجة ونجحنا في مستوى معين إلا أن عودة القصف نراه ليس الخيار الناجح، لأنه يطال المدنيين ويلحق أضرارا كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.