تحتفظ ذاكرة مذيع برنامج حروف وألوف الإعلامي محمد فهد الشهري بذكريات رمضانية جميلة، استعاد جزءا منها في هذا الحوار السريع الذي أجرته معه "الوطن"، وحاولت الغوص في ذاكراته ليستعيد شيئا من الذكريات الرمضانية في العصر الجميل، فإلى الحوار: ماذا تحمل ذاكرتك عن رمضان؟ تحتفظ ذاكرتي بذكريات جميلة ومضحكة في الوقت نفسه، منها أتذكر أني كنت أدخل تحت الدرج وآكل حتى لا يراني أحد وبعدها أطلع وأبكي متظاهرا بالجوع والعطش حتى لا يكتشفني الأهل. هل تتذكر شيئا من تفاصيل قصتك مع صوم اليوم الأول لك في رمضان؟ في الحقيقة يوم صومي الأول كان يوما صعبا جدا، واستطعت في ذلك اليوم أن أكمل المشوار حتى صلاة الظهر ولله الحمد. متى بدأت صيام رمضان؟ بدأت صيام رمضان وعمري 12 عاما تقريبا. من دفعك للصوم وأنت في تلك السن؟ كان الوالد -حفظه الله- والوالدة وجدتي يعيبون عليّ يوميا عدم الصيام، ويقولون لي حرام عليك كيف ما تصوم؟ ربنا لن يوفقك في المدرسة ولا في حياتك، لذا قررت أن أبدأ الصوم وبعد شد وجذب تمكنت من الصوم وعمري 15 عاما. ماذا تتذكر أيضا عن رمضان في مرحلة الصبا والشباب؟ كانت أيام صعبة للغاية، حيث كنت أرعى الغنم وأحصد وأسقي الزرع وأقوم بعدد من متطلبات الحياة آنذاك، لذا فكان الصيام صعبا للغاية، ولكن كان الله ييسره وأعانني عليه. ماذا كنتم تعملون في ليالي رمضان؟ كنا طوال النهار نعمل ونتعب وعندما يحين الليل وبعد الإفطار وصلاة التراويح ننام من الإرهاق ونصحوا على السحور، فلم يكن لدينا وقت لنتسامر في الليل. ماذا عن رحلتك مع الدراسة في رمضان؟ الدراسة في شهر رمضان كانت مرحلة صعبة بالنسبة لنا في ذلك الحين، فكانت الدراسة إلى الثانية ظهرا ثم نضطر للعودة إلى المنزل، ونقطع مسافات طويلة تحت حرارة الشمس، وعندما نصل إلى المنزل نبدأ مرحلة عمل جديد، أما في المزرعة أو رعي الغنم، ولم نكن آنذلك ننعم بمثل من ينعم به اليوم من هم في مثل سننا من الراحة والاستجمام والسفر إلى البلدان الأوروبية وغيرها. ما هو برنامجك كإعلامي في رمضان؟ منذ عشر سنوات مضت وأنا أقضي شهر رمضان في لبنان بحكم برنامجي التلفزيوني "حروف وألوف"، ومررت بالأيام الحلوة عندما يهدأ الوضع وبالمرة أيام المحن التي تعانيها البلد، ومع ذلك صبرنا وتحملنا وأؤكد لك أن معظم شهور رمضان في حياتي التي أحسست فيها بالراحة والأمان تعد على أصابع اليد حيث معظم الشهور بالنسبة لي تعد كفاحا. ما هي أكثر المواقف التي لا تزال عالقة في ذهنك؟ عندما حصل الانفجار في بيروت بجانب الفندق الذي أقطنه ونحن على الإفطار، وكان الأمر مرعبا للكل، حيث سقط البعض مغشيا عليه، ونحمد الله أن نجانا وأعادنا سالمين، ومع ذلك ما زلت أعيش أيام أسأل الله -العلي العظيم- أن يحفظنا جميعا من كل مكروه. كلمة أخيرة تقولها للصائمين؟ أقول نحن -ولله الحمد- ننعم بالأمن والأمان وراحة البال بفضل الله -سبحانه- ثم في ظل قيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن نايف، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجنودنا البواسل يحمون حدودنا بكل جدارة وإخلاص، لذا أسأل الله -العلي العظيم- أن يحفظنا ويحفظ الوطن من كل مكروه ومن أراد بنا كيدا أن يرد كيده في نحره، وكل عام والجميع بخير بإذن الله.