فيما استعادت قوات الجيش العراقي السيطرة على أغلب المناطق في قضاء بيجي شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، شكلت الحكومة المحلية في محافظة الأنبار بالتنسيق مع مستشارية الأمن الوطني ولجنة للإشراف على تدريب وتسليح وصرف رواتب المتطوعين من أبناء المحافظة لاستكمال استعداداتهم للمشاركة مع القوات الأمنية في عملية تحرير مدنهم من سيطرة ميليشيات داعش الإرهابية. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار كريم الكربولي ل "الوطن": سيتم صرف رواتب المتطوعين من أبناء عشائر الأنبار عبر تشكيل لجنة برئاسة المحافظ وعضوية ممثل مستشارية الأمن الوطني المشرف على أفواج المتطوعين في الأنبار اللواء الركن زياد العلواني وستتولى اللجنة الإشراف على تسليح وتدريب المتطوعين. وأضاف الكربولي، أن الحكومة المحلية تتطلع إلى تزويد المتطوعين بأسلحة متوسطة وثقيلة لتعزيز قدراتهم القتالية على مواجهة مسلحي تنظيم داعش، مؤكدا أن الحكومة المركزية استجابت لمطالب الأنبار بخصوص تسليح المتطوعين، ونأمل أن يكون في المرحلة المقبلة بالمستوى المطلوب متضمنا أسلحة متوسطة وثقيلة. وكانت حكومة الأنبار المحلية أعلنت انضمام أكثر من ثمانية آلاف متطوع إلى معسكرات التدريب في قاعدة الحبانية العسكرية تمهيدا لمشاركتهم في تنفيذ عملية تحرير مدنهم الخاضعة لسيطرة داعش. وأبدت حكومة الأنبار قلقها من تعرض الأحياء السكنية في الفلوجة إلى القصف الجوي والمدفعي مطالبة القوات الأمنية بحماية المدنيين. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة المحلية، حكمت سليمان ل "الوطن": نحرص على توخي الدقة في استهداف مواقع تجمعات عناصر داعش بعد سقط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح بينهم أطفال جراء قصف مواقع في قضاء الفلوجة، وبموجب اتفاق سابق بين الحكومتين المركزية والمحلية جددنا المطالبة بأن تكون عمليات القصف بعيدة عن المناطق السكنية وتوجيه الضربات الجوية إلى معاقل داعش في أحياء محددة من القضاء. وأشار سليمان إلى أن نظام داعش الإرهابي استخدم بعض أهالي الفلوجة دروعا بشرية، لتفادي قصف طائرات التحالف الدولي والعراقي، وأن معظم الأهالي أصبحوا رهن إرادته، وليس بإمكانهم ترك مناطقهم خوفا على حياتهم من التنظيم الذي منعهم من الخروج. إلى ذالك استبعد محافظ نينوى المقال أثيل النجيفي قرب بدء عمليات تحرير مدينة الموصل مركز المحافظة، لعدم وجود أي استعدادات للقوات الأمنية حتى الآن، رافضا بشدة فكرة مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير المحافظة وسط أنباء عن وفاة عشرات الأشخاص بسبب تفشي ظاهرة المجاعة في المدينة. وقال النجيفي ل"الوطن" إن: عمليات تحرير الموصل ليست قريبة ولن تبدأ خلال هذا الشهر أو خلال شهر رمضان على الأقل. وأضاف: أن حديث البعض عن قرب بدء عمليات تحرير الموصل هي تصريحات إعلامية القصد منها الاستهلاك المحلي فقط، إذ لا تساندها الوقائع على الأرض لا سيما وأن استعدادات وجاهزية القوات العراقية لم تكتمل ولن تكتمل قريبا. ورفض النجيفي بشدة مشاركة الحشد الشعبي في عمليات التحرير إذا بدأت، معتبرا بأنه سيعقد المشكلة أكثر ويفاقمها ويعطي الذرائع لتنظيم داعش الإرهابي في تجنيد المغرر بهم. وأكد أن أي مشاركة للحشد الشعبي سيسهم في مضاعفة الشرخ بين العراقيين وفي رفض أهالي الموصل القتال مع القوات الأمنية لخوفهم من عمليات انتقامية وثأرية تقوم بها ميليشيات إيرانية مخترقة للحشد الشعبي وتعمل تحت غطائه. وأشار إلى ضرورة الاعتماد على القوات النظامية من جيش وشرطة مدعومة بالحشد الوطني وأبناء عشائر الموصل، لافتا إلى أن جهود تحرير الموصل ستكون دولية بمساندة التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وكان البرلمان العراقي صوت على إقالة أثيل النجيفي من منصبه كمحافظ لنينوى الشهر الماضي، ورد النجيفي برفع دعوى قضائية للطعن في قانونية الإقالة. ووصف النجيفي قرار إقالته بالسياسي الذي لا يستند على أي نص قانوني أو دستوري. وعلى صعيد العمليات العسكرية أعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، تدمير 13 معسكرا لتدريب الدواعش في تلال حمرين بين ثلاث محافظات، ديالى وكركوك وصلاح الدين، كانت تصدر الانتحاريين والمفخخات والعبوات الناسفة للمناطق الآمنة. وقال في تصريح له أمس إن المعسكرات كانت نقاط ارتكاز رئيسة للتنظيم في خططه في مهاجمة المناطق الآمنة والمستقرة، مبينا أن المعسكرات تضم ورشا لتصنيع المفخخات والعبوات وإعداد الأحزمة الناسفة، مؤكدا أن تدميرها ساعد في تأمين مناطق شاسعة وتقليل حجم الأخطار الأمنية.