تكشفت في الفترة الأخيرة حقيقة برامج المقالب أو ما يُعرف باسم "الكاميرا الخفية"، وما يدور في كواليسها، إذ تبين أنها تتم وتصور بموجب اتفاق بين مقدميها وعدد من الضيوف نظير مبلغ مالي، بحسب خطورة الحلقة ونجومية الضيف أو الضيفة، وهو ما ظهر جليا في النهاية، وكشف عنه ضيوف تلك البرامج بأنفسهم فيما بعد خلال لقاءات برامجية. ولعل تصريحات الفنان المصري باسم سمرة عن حقيقة تلك البرامج أبلغ دليل على أنها "مفبركة"، إذ أكد أن صناع تلك البرامج يخبرون الفنانين بفكرتها قبل التصوير، وأنه رفض عروضا للظهور في تلك البرامج مقابل مبالغ مالية كبيرة، وكذلك الحال الفنانة نشوى مصطفى التي أكدت أيضا أثناء استضافتها في برنامج "صاحبة السعادة" لإسعاد يونس، أن هناك برامج يخبرون الفنان قبل التصوير بأنها برامج مقالب، ومنهم من يقبل الظهور مقابل مبلغ مالي كبير، وأنها شخصيا تعرضت لمثل ذلك، ورفضت الظهور. أما المطرب الشعبي عبدالباسط حمودة، أعلن صراحة أن رامز جلال أخبره بأنه سيصور مقلبا كوميديا معه في برنامج "رامز قرش البحر"، وطلب منه أن يكون على طبيعته، ووافق مقابل أجر مالي كبير، مشيرا إلى أنه لولا معرفته بالمقلب لأقام دعوى قضائية ضد رامز وصناع البرنامج. وكل هذه الاعترافات مسجلة ومصورة في برامج وعلى موقع "يوتيوب"، وضمت القائمة كلا من: سعد الصغير وسمير غانم وحسن الرداد وكلهم اعترفوا بزيف تلك البرامج. ورغم أن المشكلة ليست في تصدير موقف كوميدي مزيف ومفبرك يتم صناعته بحرفية من أجل إجبار الجمهور على الضحك، وإنما امتدت إلى أبعد من ذلك بكثير لتكمن في النصب على الجمهور باسم الكوميديا. ورغم أن تلك البرامج تطورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة بعد استخدام أحدث التكنولوجيا في التصوير والصوت وحتى التجهيز سواء في البر أو الجو أو البحر، إلا أنها فقدت بريقها، ولم تنجح في أن تنال إعجاب وتقدير الجمهور كما حققته برامج مماثلة في الثمانينات وحتى أواخر التسعينات، والتي كان من أبرز مقدميها الراحل فؤاد المهندس، وعلي إسماعيل، ثم إبراهيم نصر. ومع اختلاف الزمن كانت ردود أفعال ضحايا برامج المقالب في السابق مهذبة غير مبالغ فيها، أما ردود أفعال ضيوف تلك البرامج الآن، خصوصا من الفنانين والفنانات، فتكاد تكون خارجة وجارحة للجمهور.