أتساءل دوما ما الذي يمنع كثيرا من جهات العمل - في القطاع الخاص تحديدا - أن تكون مثالا لبيئة إنتاجية مميزة؟! لماذا دائما يتشابه "الملل" في عدة شركات ومؤسسات أهلية "ربحية" تستهدف شبابا منتجين، بينما المكان العملي ذاته لا يُنتج الابتكار في نطاق وظيفي مبدع؟! كلها أسئلة تدور في فلك "الرتابة"! شاهدت مقطعا وجيزا لمكتب حاكم إمارة دبي الشيخ راشد آل مكتوم، فكان أنموذجا عالميا لبيئة العمل الناجحة! وكان سبب نجاحها هو خلق "بيئة" إبداعية، وابتكارية عالية وفق نظام وظيفي مرح!، فالاستئناس والترفيه هما أحد الأسس البيئية في إطار العمل ضمن مجموعة أفراد كل منهم لا شك وأن لديه أفكاره ورؤاه، وحينما تشترك في بيئة خلاقة ومبدعة.. حتما سوف تصنع تميزا لا يضاهى بل ونجاحا باهرا.. الإنتاجية واحدة من متطلبات العمل الخاص أو الأهلي، و بلا هذه القاعدة لن يقف كثير من الأعمال التجارية والاستثمارية بينما أركانها "العملية" هشة!، وغير قادرة على الوقوف لا سيما القدرة للبناء والنماء المنشود من قبل إدارات القطاع الخاص المتعدد في نشاطاته وأرباحه، وهذا لن يكون بلا "بيئة" عمل تمنح العاملين بها أريحية التعامل وسهولة تكوين قواعد عملية.. و ما أعنيه هو إعطاء الموظف أو العامل حقه في الترويح عن النفس عبر ممارسته الاسترخاء والقراءة واستخدام الأدوات الترفيهية المبسطة وغير المتكلفة، وإعطاؤه الوقت الكافي للبحث عن هدوء يخرج فيه من طابع "السلبية" الذي تشكل وطغى على جوانب العمل، والوظيفة بشكل عام! وليكن القطاع الخاص هو صاحب هذه المبادرة التي سوف تطمس عنه صورة ذهنية غير إيجابية لدى شريحة عظمى ممن يفضلون العمل لدى الدوائر الحكومية بحثا عن "الأمان" والارتياح من ساعات اليوم الطويل في شركات خاصة كثيرة! فضلا عن الإنهاك اليومي والنشاط البدني الرتيب الذي اعتاده موظفو القطاعات الخاصة بمختلف أعمالها نتيجة للعمل المستمر والمنتج سلبا على أدائهم بلا أنماط متجددة ومتنوعة تدعم الجانب الترفيهي - على الأقل - بما يعود على أنفسهم بالإيجاب.. أما عدا ذلك، فلن يكون بمقدورهم العطاء المتأمل منهم.. وستتحول بيئات عملهم إلى ما يشبه "مرض" يسعى صاحبه إلى التخلص منه!