ظلت حديقة بيش العامة المتنفس الوحيد للأهالي تشكو الإهمال لفترات طويلة حتى امتلأت أرضيتها بالأشواك، وتحولت ألعابها إلى خطر يهدد الأطفال، إضافة إلى ارتفاع العشب الذي يكسو أرضها ما يهدد بخطر الأفاعي والزواحف، ولأن الحديقة المتنفس الوحيد للسكان فلم تهجرها العائلات تلبية لرغبات أطفالها، لا سيما بعدما غطت الأوساخ شاطئ المدينة الحالمة، ووضع شبك على مساحات كبيرة منه. واستبشر الأهالي بمولد جديد للمتنفس الوحيد تتلافى فيه بلدية بيش الأخطاء التي حدثت في حديقة أخرى أنشئت مدمرة ولم يستفد منها، وذلك عند زيارة أمين منطقة جازان للمحافظة، إذ سار العمل سريعا في الحديقة، وانطلق العاملون يصفون بلكات الأرصفة داخل الموقع، ليفرح الأهالي بعودة الحديقة لأبنائهم، إلا أنهم صدموا بتوقف العمل عقب انتهاء زيارة الأمين. وفي هذا الصدد، قال المواطن يحي نهاري في تصريح إلى "الوطن" إن محافظة بيش الوحيدة التي لا تمتلك حديقة عامة أو متنفسا للعائلات، حيث توقف العمل في الحديقة الوحيدة ثم عاد عند زيارة الأمين، ثم توقف فور مغادرته. وقال إن العمل بالحديقة كان من أجل إشعار المسؤول بأنهم يعملون. أما المواطن محمد عكيري فقال إن حال بيش عجيب، فلا يوجد بها أي حديقة على الرغم من العمر الطويل لبلدية المحافظة التي تصنف من فئة "أ"، بينما توجد حديقة كبيرة جدا في محافظة الحقو التي كانت تابعة لبيش. وقال مواطن آخر: انتقل أحد المهندسين قريبا من محافظة بيش إلى محافظة الدرب، فشهدت الأخيرة عددا من المشاريع التنموية، وأنشئت بها الحدائق والمتنزهات، بينما ما زلنا ننتظر في بيش عودة متنفسها الوحيد، ولا نعلم ما السر وراء كل هذا التأخير. "الوطن" طرحت تساؤلات الأهالي على رئيس بلدية بيش المهندس هادي دغريري فقال: طرح مشروع لتطوير الحديقة وفقا لتصميم حديث يحوي كل العناصر المطلوبة لحديقة مثالية، مع إضافة ممشى وإنارة جانبية وألعاب وأجهزة تمارين رياضية، وهو حاليا في مرحلة توقيع العقد بقيمة تصل إلى 3 ملايين ريال تقريبا. وأضاف أن المشروع لم يبدأ فعليا حتى يتوقف منذ زيارة أمين جازان، ولكن تم عرضه كمشروع تحت إجراءات الترسية. ولم يوضح رئيس بلدية بيش متى ستعود حديقة بيش العامة.