فيما تتهيأ دولة قطر لتنظيم معرض استعادي للفنان الراحل عبدالحليم رضوي "1939- 2006" بمتحف الفن العربي، احتفاء بأحد رواد ومؤسسي الفن التشكيلي بالسعودية، وأول فنان سعودي تشكيلي يبتعث للدراسة في الخارج، عبّر فنانون سعوديون عن امتعاضهم لما اعتبروه تقاعسا وتجاهلا من قبل وزارة الثقافة والإعلام للفن والحركة التشكيلية. وتساءل رئيس جمعية التشكيليين السعوديين السابق الفنان عبدالرحمن السليمان "عما فعلته وزارة الثقافة والإعلام في المملكة لرواد الفن التشكيلي السعودي"، ناشرا في صفحته بالفيسبوك لقطة من تصويره لرضوي وهو يخطط لجدارية في مهرجان الجنادرية. والتقطت السؤال الفنانة اعتدال عطيوي، مجيبة "تجاهلتنا تماما حتى المشاركات الدولية، استبعدتنا منها حتى لم تصدر كتبا توثق أعمالنا أسوة ببقية البلاد التي تفخر بمبدعيها". وأضافت عطيوي "عرضت عليهم مشروع التوثيق لفنانين وفنانات فتجاهلوه". في حين رد الفنان مفرح عسيري قائلا "لا شيء سوى التجاهل والتطنيش، من له أعمال عندهم يطلبها ويرى الرد السامج". وكان إتيليه جدة للفنون الجميلة أعاد رضوي إلى سطح الذاكرة، وواجه المشهد التشكيلي، أخيرا، على هامش معرض مختارات عربية الثامن أثناء تدشين كتاب إضاءة للذكرى تأليف الفنانين فؤاد مغربل وأحمد فلمبان. وأشاد مروان رضوي نجل الفنان الراحل عبدالحليم رضوي في كلمة نيابة عن أسر التشكيليين السعوديين الراحلين، بالكتاب الذي يوثق لمرحلة مهمة من تاريخ الحركة التشكيلية في المملكة. وقال مدير إتيليه جدة هشام قنديل إن الإتيليه يهدي معرض مختارات عربية في دورته الثامنة لأرواح الفنانين السعوديين الراحلين، يرحمهم الله، وذلك باحتضانه تدشين الكتاب، الذي يوثق تجاربهم، وهم عبدالحليم رضوي ومحمد السليم ومحمد سيام وعبدالرحمن دمنهوري وعلي الغامدي وهدي الطيب وعبدالرشيد سلطان وعبدالله عبداللطيف وأحمد الحارث الزهراني وضيف الله القرني وعلي الألمعي وسلطان عسيري وخالد العبدان وهاشم سلطان ونهلة تركستاني وعلي القحطاني وفايزة الحربي وعبدالعزيز الحماد ومحمد العمير ومحمد الصندل وزهير إحسان وعلي الدوسري ومنصور كردي ومحمد راسم، ليس فقط لأنهم يستحقون ما هو أكثر من ذلك بكثير، لكن الأهم في تقديرنا أن نرسخ لمعنى التواصل والوفاء والانتماء في نفوس الأجيال الشابة. فيما وصف ناشر الكتاب الدكتور طلال آدهم الكتاب بأنه إضاءة عن الفنانين السعوديين الراحلين الذين يمثلون جزءا مهما في تاريخ الحركة التشكيلية السعودية ولأسماء ستظل خالدة. إلى ذلك، مثل معرض مختارات عربية آخر معارض إتيليه جدة لهذا الموسم، وشارك فيه نخبة من التشكيليين السعوديين والعرب، من العراق ولبنان وسورية وفلسطين والأردن والسودان واليمن والصومال. كما تضمن المعرض أعمالا للرواد الراحلين مثل فاتح المدرس من سورية وإنجي أفلاطون وصلاح عبدالكريم من مصر ومحمد سيام وهاشم سلطان من السعودية. المعرض الذي استمر لشهرين، شهد حوارات نقدية مفتوحة بمشاركة الفنانين والنقاد، وقالت نادية الزهير إن ما لفت انتباهها في المعرض الحضور المذهل للنحت الذي تفوق على التصوير هذه المرة، فلأول مرة نرى هذا الكم النوعي لكبار النحاتين العرب مثل الدكاترة عبدالعزيز صعب وأحمد عبدالعزيز وأحمد جاد وطارق زبادي وطارق الكومي والسيد عبده سليم، وأيضا أعمال السعوديين المميزين محمد الثقفي وطارق هاشم. ولفت المشرف العام على إتيليه جدة الفنان طه الصبان إلى تلافي المعرض أخطاءه السابقة، وانعدام المجاملات في اختيار الأسماء المشاركة. وقال المنسق العام للمعرض الفنان فهد الحجيلان: أتحنا الفرصة للتجارب التشكيلية الشابة بجانب مشاركة كبار الفنانين. وعد هشام قنديل المعرض تظاهرة ثقافية كبرى للفن العربي بمختلف توجهاته وعرسا ثقافيا بمعنى الكلمة تغرد فيه الألوان وتتمايل المجسمات في ملتقى تشكيلي تتجلى فيه الروابط الثقافية والتاريخية العربية عبر تجربة تستحق الاحتفاء.. وتليق بأن تكون ختاما لموسم فني حافل.