أظهرت الأجهزة الأمنية مهارة استثنائية في مكافحة الإرهاب من خلال سرعة القبض على المتورطين في تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب في القديح، بعد أن كشفت وزارة الداخلية هوية المفجر والقبض على 26 فردا من خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي خلال أقل من 24 ساعة من وقت تنفيذ الاعتداء. وعكست هذه المهارة الخبرات المتراكمة لدى الكوادر البشرية في الداخلية المؤهلة فنيا وأمنيا، وقدرتهم على توجيه ضربات قاصمة للإرهابيين، إذ سردت الداخلية خلال البيان الصحفي الذي صدر عن تفجير القديح هذه الخبرات، بداية من الكشف عن هوية منفذ الجريمة النكراء وانتمائه لخلية إرهابية تتلقى توجيهاتها من تنظيم داعش الإرهابي في الخارج، تم كشفها في أواخر رجب الماضي، مرورا بنتائج التحقيقات التي أثبتت تورط خمسة من عناصر هذه الخلية الإرهابية في ارتكاب جريمة إطلاق النار على إحدى دوريات أمن المنشآت أثناء قيامها بمهمات الحراسة بمحيط موقع الخزن الاستراتيجي جنوبالرياض في 19 رجب الماضي. واستمر البيان في سرد خبرات الداخلية عندما كشف عن أدوار 21 موقوفا من الخلية الإرهابية، المتمثلة في تبنى فكر تنظيم داعش الإرهابي والدعاية له، وتجنيد الأتباع خصوصا صغار السن، وجمع الأموال لتمويل عملياتهم، ورصد تحركات رجال الأمن وعدد من المواقع الحيوية، والتستر على المطلوبين أمنيا، وتوفير المأوى لهم، ومن ضمنهم منفذ العملية الانتحارية ببلدة القديح، حيث تبين أن الموقوف عصام سليمان محمد الداود كان يؤويه. في السياق ذاته، يقول المتخصص في الجماعات الإرهابية الدكتور منصور الشمري "منذ انطلاق العمليات الإرهابية بالمملكة عام 2003 أكسبت هذه التحديات رجال الأمن الخبرة الكبيرة في مكافحة الإرهاب، وتتبع الجرائم حتى تطور ذلك للملاحقة الإلكترونية والعلاج الوقائي الذي يمكن رؤيته في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، وما تبعه كذلك من عمليات دهم استباقية للعمل الإجرامي طوال السنوات الماضية". وأضاف "بالأمس قامت وزارة الداخلية بعمل كبير ومكمل للجهود السابقة، إذ كشفت في مؤتمر صحفي بشفافية تفاصيل هذه الجرائم الإرهابية"، مؤكدا أن الداخلية السعودية تعد أول مؤسسة حكومية تضع متحدثا رسميا لها. وأضاف أن هذه الأعمال جعلت الجماعات الإرهابية تتوقف كثيرا عندما تريد القيام بعمليات إرهابية، فالقبض على الإرهابيين ومحاصرتهم جعلا دولا عربية وغربية تعمل على الاستفادة من خبرات المملكة في مكافحة الإرهاب.