فيما أعلنت وزارة الداخلية مساء أول من أمس اسم الانتحاري الذي فجر نفسه في مسجد بلدة القديح بمحافظة القطيف، ما أسفر عن استشهاد 21 شخصا، وإصابة 88 آخرين، وتبنى تنظيم "داعش" الإرهابي العملية، رصدت "الوطن" بداية ظهور هذا التنظيم في المملكة وعملياته في الداخل، التي جاءت بعدما ظهر ما يعرف بأمير التنظيم أبوبكر البغدادي في كلمة له نشرتها "مؤسسة الفرقان" الذراع الإعلامية لتنظيم داعش في نوفمبر 2014، بعنوان "ولو كره الكافرون"، استهدف فيها المملكة، محرضا أتباعه على استهداف كل من فيها. وبدأت عمليات داعش في المملكة بعد أيام من خطاب البغدادي، واستهدفت الشيعة والسنة من شرق المملكة إلى شمالها، بهدف إثارة الفتنة في البلاد، وتفكيك الوحدة الوطنية وبث الفوضى. البداية كانت في حسينية بقرية الدالوة بمحافظة الأحساء، وذلك بعد أيام من كلمة البغدادي، واستشهد في هذه العملية الإجرامية ثمانية مواطنين، إضافة إلى شهيدي الواجب النقيب محمد العنزي، والعريف تركي الرشيد اللذين استشهدا خلال المواجهات الأمنية، التي وقعت بين عناصر الأمن، وعدد من المطلوبين في منطقة القصيم ومحافظة شقراء. ونفذ العملية ثلاثة من أتباع التنظيم كشفت عنهم وزارة الداخلية في حينها. ومن شرق المملكة إلى شمالها، حاول أربعة من الإرهابيين التسلل إلى الأراضي السعودية قادمين من العراق، بالقرب من مركز سويف الحدودي التابع لجديدة عرعر، في ساعة متأخره من ليل الخامس من يناير 2015 حيث تصدى لهم حرس الحدود، وفجر أحدهم نفسه بعد أن حاصره رجال حرس الحدود في وادي عرعر، في منطقة تكثر فيها النباتات العشبية، حيث لجأ إليها بعد أن فر إلى هناك، وجرى توجيه النداء له بتسليم نفسه، إلا أنه أقدم على عملية التفجير، ما نتج عنه استشهاد رجلي أمن وإصابة عدد آخر. ومن مركز سويف شمال المملكة إلى منطقة الرياض، تبنى تنظيم "داعش" حادثة إطلاق نار استهدفت مقيما من الجنسية الدنماركية في الرياض يوم 11 ديسمبر 2014، وبث التنظيم مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه محاولة قتل المقيم عبر إطلاق النار عليه أثناء قيادة سيارته على طريق بالقرب من محافظة الخرج. كما تعرضت إحدى دوريات الأمن نهاية مارس 2015 في ضاحية لبن غرب مدينة الرياض لإطلاق نار من سيارة مجهولة الهوية، ما نتج عنه إصابة رجلي أمن بإصابات غير مهددة للحياة. وبادرت الجهات الأمنية المختصة بالتحقيق في هذه الجريمة، وأسفرت نتائج التحقيق عن تحديد هوية مرتكبها، والقبض عليه في منطقة جازان أثناء شروعه في التسلل إلى اليمن. وفي 25 أبريل 2015، أعلنت السلطات الأمنية السعودية عن إحباط مخطط لتنظيم داعش لتفجير سبع سيارات مفخخة، حيث أسهم بلاغ من مواطن في القبض على أحد أفراد التنظيم "سعودي الجنسية"، أطلق النار على رجلي أمن في الثامن من الشهر ذاته بالرياض، بعد أن جند من قبل التنظيم إثر مبايعته لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي. كما جند التنظيم سعوديا آخر يتواجد في العاصمة السورية دمشق، تلقى التعليمات من قيادي سوري في التنظيم، بالالتقاء مع شخص اسمه برجس قبل الحادثة ب48 ساعة، وكان يتحدث باللهجة المغربية، وتبين فيما بعد أنه المطلوب الأمني السعودي نواف العنزي، الذي خصصت الداخلية السعودية مبلغ مليون ريال لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، وتم القبض عليه مختبئا في منطقة صحراوية شرق الرياض. وكشفت وزارة الداخلية مساء أول من أمس في بيان لها حول حادثة القديح عن تورط خمسة من عناصر خلية إرهابية نفذت الحادثة، والتورط في جرائم إطلاق نار على دورية تابعة لأمن المنشآت أثناء قيامها بمهمات الحراسة بمحيط موقع الخزن الاستراتيجي جنوب مدينة الرياض. وأسفرت عن مقتل جندي، وأقر المتهمون بجريمتهم والتمثيل بجثة رجل الأمن بإشعال النار فيها. يذكر أن الداخلية بثت صورا ل21 موقوفا متورطين في جرائم إرهابية بالمملكة.