حققت قوات الأمن السعودية إنجازين مهمين في سياق محاربة تنظيم «داعش»، إذ أعلنت أمس أنها قبضت على 93 شخصاً، بينهم امرأة، ينتمون إلى خلايا إرهابية تابعة ل«داعش»، كانوا «يعملون على تنفيذ مخططات إجرامية في مناطق عدة من المملكة». كما أعلنت أنها تمكنت أمس من القبض على السعودي نواف شريف سمير العنزي الملقب ب«برجس» المشتبه بمشاركته في حادثة إطلاق النار على دورية أمن، واستشهاد قائدها ورفيقه، بعد تبادل للنار أسفر عن إصابته في محافظة رماح على بعد 100 كلم شرق الرياض. وبحسب المتحدث الأمني السعودي اللواء منصور التركي، قُبض في 30 كانون الأول (ديسمبر) 2014 على خلية إرهابية، سمت نفسها «جند بلاد الحرمين»، تنتمي لتنظيم «داعش»، وتتكون من 15 شخصاً، جميعهم سعوديون، يتزعمهم شخص متخصص في صناعة العبوات المتفجرة. وأشار إلى أن اجتماعات الخلية كانت تُعقد في أماكن برية خارج منطقة القصيم (وسط السعودية)، ثم انتقلوا إلى استراحة استأجروها لهذا الغرض، وحرصوا على أن تكون في موقع آمن، إذ تلقوا فيها تدريبات متنوعة، منها صناعة «الأكواع» المتفجرة التي أجروا تجارب عليها، استعداداً للبدء في تنفيذ عملياتهم الإجرامية، ومنها استهداف مقرات أمنية ومجمعات سكنية، واغتيال عسكريين. وأوضح أنه في 31 كانون الثاني (يناير) 2015، قُبض في القصيم على سعودي اتضح من المتابعة ارتباطه بعناصر داعش وتواصله معهم، بهدف الترتيب لتكوين خلية إرهابية، والاستفادة من خبراتهم في صناعة المتفجرات. وأقرّ في أقواله بمبايعته أبو بكر البغدادي، وتخطيطه بعد انتهائه من إعداد العبوات الناسفة لاغتيال رجال أمن. وأضاف التركي أنه في 7 آذار (مارس) 2015، قُبض في مناطق عدة من المملكة على عناصر لتنظيم إرهابي مكون من 65 شخصاً، جميعهم سعوديون، عدا اثنين من حملة البطاقات، وواحد فلسطيني، وآخر يمني. وترتبط هذه العناصر بتنظيم داعش، وكانوا يخططون لاستهداف مجمعات سكنية، وتنفيذ عمليات لإثارة الفتنة الطائفية، واستهداف رجال الأمن، ومهاجمة سجون المباحث العامة. وأشار إلى أن الجهات السعودية المختصة رصدت نشاطاً مكثفاً لعدد من الحسابات (معرفات) على مواقع التواصل الاجتماعي، بث أصحابها الدعاية للتنظيمات الإرهابية، وإغراء صغار السن، للزج بهم في مناطق الصراع. كما نشطت تلك الحسابات في مهاجمة علماء المملكة وتكفيرهم، سعياً لعزل الشباب فكرياً، والتأثير في نظرتهم للعلماء. وصدرت عن تلك المعرفات تهديدات مستمرة وجادة بتفجير مقرات حكومية ومجمعات سكنية، والقيام بعمليات تثير الفتنة الطائفية، واستهداف رجال أمن بنشر صورهم وأسمائهم في مواقع التواصل الاجتماعي، والتحريض عليهم. وقال التركي إن الجهات الأمنية السعودية تمكنت من تحديد هويات أصحاب تلك المعرفات، والقبض عليهم، وعددهم 9 مواطنين سعوديين، بينهم امرأة، قاموا باستغلالها في محاولة باءت بالفشل لاستدراج أحد العسكريين واغتياله. وزاد أنه في 12 مارس 2015، توافرت معلومات عن تهديد محتمل بعملية انتحارية ضد سفارة الولاياتالمتحدة في الرياض بسيارة محملة بالمتفجرات، ووجود تواصل تنسيقي بين أطراف التهديد، وعددهم ثلاثة أشخاص، أحدهم سعودي، والآخران من الجنسية السورية ويقيمان في دولة خليجية، وأسفرت التحقيقات في 13 مارس الماضي عن القبض على شخصين يشتبه بوجود علاقة لهما بهذا التهديد، أحدهما سوري الجنسية والثاني سعودي الجنسية يسكن المدينةالمنورة وينشط في جمع الأموال بطريقة غير مشروعة. وأضاف المتحدث الأمني السعودي أنه في 18 نيسان (أبريل) الجاري قُبض على سعودي في منطقة الباحة (جنوب غربي السعودية)، تم توقيفه وهو يقود سيارته بحال مرتبكة، وعُثر داخلها على أكواع حديد وبلاستيك، وقطع معدنية، ومنظار رؤية لسلاح ناري، وبطارية أوصلت بها أسلاك كهربائية خارجية، وقطعتي ألومنيوم (أنابيب)، وبطارية هاتف نقال، وأنبوب شفط بمقبض أسود مدرج بأرقام، ما عزز الاشتباه بوضعه.