فاجأ الفريق الكروي الأول بنادي الفيصلي متابعي دوري عبداللطيف جميل للمحترفين هذا الموسم بتراجعه فنيا ونتائجيا بشكل غير متوقع، خاصة بعد حضوره المميز في مواسم سابقة كان خلالها الحصان الأسود للمسابقة، فعلى الرغم من ظهوره الجيد منذ بداية المسابقة وتحقيقه لنتائج إيجابية، خاصة في الدور الأول، كانت الجولة 20 بمثابة التحول المفاجيء في مسار الفريق بعد التعاقد مع المدرب البرتغالي "أنتوينو أوليفيرا"، حيث تزامن ذلك مع سلسلة خسائر متتالية وصلت إلى الرقم سبعة، بدأت أمام نجران ثم الشباب والهلال والأهلي والنصر والخليج وانتهت أمام الشعلة الهابط لدوري الأولى، وتواصلت الخسائر أيضا في بطولة أندية الخليج. واتفق عدد من المدربين الوطنيين على أن إقالة المدرب السابق البلجيكي "ستيفن بيمول" رغم نتائجه القوية وحصد الفريق 30 نقطة وضعته سادسا بنهاية الجولة 19، وإحلال "أوليفيرا" بديلا عنه كان قرارا مفاجئا كلف الفريق الكثير، وظهر ذلك بوضوح على أداء اللاعبين ونتائجهم في جميع المباريات التي خاضوها تحت إشراف الأخير. قرار مستغرب تغيير بيمول في ذلك التوقيت، وصفه المدرب الوطني بندر الأحمدي أنه "لم يكن موفقا من قبل إدارة الفيصلي، إلا إذا كانت هناك أسبابا مقنعة فعليا"، مضيفا "ظل الفيصلي بعدها مترنحا ويتلقى خسارة تلو أخرى وسط دهشة واستغراب الجميع، ولولا أن نتائج الفرق الأخرى خدمته لربما شاهدنا الفيصلي في ترتيب متأخر جدا، إلا أن عمل المدرب السابق كان بمثابة الرصيد لنهاية الموسم وشاهدنا حتى بعد استلام أوليفيرا الدفة ونتائجه السلبية لم يتغير ترتيب الفريق في سلم الدوري وبقي سادسا طوال الدور الثاني دون منافسة". وأضاف "عندما نشاهد المستوى الفني الفردي والجماعي للفريق أبان إشراف أوليفيرا، نجد أن اللاعبين يلعبون بدون هوية واستراتيجية محددة، وكأنهم فقط يريدون إكمال ما تبقى من مباريات الدوري والموسم (بدون نفس)، على النقيض تماما من حالهم خلال المواسم السابقة عندما كان الفيصلي أحد الأركان الثابتة في الدوري من خلال المستويات الرائعة التي يقدمها لاعبو الفريق رغم قلة الإمكانات". سلاح ذو حدين واعتبر المدرب الوطني، عمر باخشوين، المستويات التي قدمها لاعبو الفيصلي أخيرا "مخيبة لآمال جماهيره"، مبينا أن "تغيير المدرب في منتصف الدوري يعتبر سلاحا ذو حدين في جميع منافسات العالم وليس في دورينا فقط، فهو إما أن يحقق نتائج إيجابية وهو قليل ما يحدث، أو أن يعصف بالفريق وهذا المتوقع"، مضيفا "كان من المفترض في حال عدم الاتفاق مع المدرب السابق بيمول أن يتم إسناد مهمة التدريب لمدرب الفريق الأولمبي أو مدرب وطني وليس جلب مدرب لا يعرف الفريق ولا عناصره وإمكانات لاعبيه". وشدد على أن قرار تغيير المدرب لم يكن موفقا فنيا، وقال: "أوليفيرا وضع اللاعبين كحقل تجارب خلال كل مباراة في محاولة منه لإيجاد توليفة جيدة لإكمال الدوري وهذا لم يحدث، إضافة إلى أن الفريق لا يملك لاعبا سوبر ستار يقوده للألقاب رغم وجود خامات جيدة لكنها لم تكن مجدية في مقارعة الفرق الكبيرة وتحقيق مراتب متقدمة". تراجع الطموح من جهته، لم يخالف رأي المدرب الوطني، علي كميخ، ما ذكره زميلاه، مشيرا إلى أن الفيصلي كان يسير بخطى ثابتة تكتيكيا مع مدربه السابق على الرغم من تلقي الفريق ضربات موجعة جراء خساراته المتتالية، إلا أن الفريق لم يتغير ترتيبه في الدوري، مضيفا "فنيا أرى بيمول أفضل بكثير من المدرب الحالي وأيضا بالإحصائيات حيث تعادل مع النصر البطل والوصيف الأهلي خلال الدور الأول، بينما استقبلت شباك الفيصلي منهما في الدور الثاني تسعة أهداف كاملة، وهذا يدل على علو كعب المدرب البلجيكي، ولو كان بديله مدربا وطنيا وتلقى هذا الكم من الهزائم لربما أقصي بعد مباراة أو اثنتين فقط". وأوضح أن "طموح إدارة الفيصلي اختلف عن السابق بعدما ضمن فريقها البقاء 100% منذ الدور الأول، وبيع عقد اللاعب محمد جحفلي للهلال وسط الدوري أكبر دليل على ذلك، عموما أعتقد أن رئيس النادي فهد المدلج ربما يرى ما لا نراه ويسير النادي حسب المسار الصحيح بحسب وجهة نظره".