بصورة مفاجئة، تخلت طهران عن تحدياتها السابقة، وأعلنت قبولها تغيير وجهة سفينتها التي تزعم أنها تحمل "مساعدات إنسانية" إلى اليمن، والتوجه نحو ميناء جيبوتي، بعدما كانت تصر على الرسو في ميناء الحديدة اليمني. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن مصدر مطلع - لم تسمه - أن سفينة المساعدات الإيرانية ستغير مسارها وتتوجه إلى ميناء جيبوتي، وذلك بسبب وجود قوات التحالف العربي التي تفرض حظرا بحريا على السفن المتوجهة إلى اليمن. وقال المصدر إن السفينة اتجهت إلي ميناء جيبوتي، لتفتيشها من قبل قوات الصليب الأحمر الدولي، مؤكدا أن "السفينة ستبحر إلي مقصدها النهائي في ميناء الحديدة باليمن بعد التفتيش". وأضاف "ننتظر حاليا الحصول علي ترخيص من جيبوتي لإرساء السفينة في مياهها الإقليمية". وأشارت الوكالة إلى أن السفينة عبرت إلي مضيق باب المندب والبحر الأحمر، بعد عبورها من ميناء عدن والسواحل الجنوبية لليمن. وكان المدير العام للشؤون السياسية والأمن الدولي في وزارة الخارجية الإيرانية، حميد بعيدي نجاد، أعلن أول من أمس أنه من المقرر أن ترسو السفينة اليوم في ميناء الحديدة اليمني وليس في جيبوتي، حسبما أعلنت الأممالمتحدة. وبحسب وكالة أنباء "فارس"، جاءت تصريحات نجاد ردا على تصريحات نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق الذي قال فيها إن "التنسيق مع إيران تم على أساس أن ترسو السفينة في جيبوتي وليس في اليمن". وتابع نجاد يقول إن السفينة تبحر باتجاه اليمن تحت حماية الأسطول الحربي الإيراني. وكان فرحان حق، أكد خلال مؤتمر صحفي أول من أمس، أن "الأممالمتحدة وافقت على اقتراح إيران إرسال المساعدات الإنسانية إلى جيبوتي، ولكن لم تناقش مع الجانب الإيراني الوصول المحتمل للسفينة الإيرانية إلى اليمن". في سياق متصل، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن مساعد نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، قوله أمس إن إيران ستسمح للأمم المتحدة بتفتيش سفينة المساعدات إلى اليمن. وكان المتحدث باسم التحالف، العميد أحمد عسيري، قال في تصريحات إعلامية إن التحالف لديه تصور كامل في التعامل مع السفينة، وأضاف "التحالف يريد أن يوصل إغاثة للشعب اليمني، لكن يجب على جميع السفن أن تخضع لعملية تفتيش، وفقا للقرار الأممي، للتأكد من عدم تزويد ميليشيا جماعة الحوثي بأي نوع من الإمداد". وأضاف أن التحالف يضع جميع الاحتمالات في التعامل مع السفينة، مشيرا إلى أن القيادة الإيرانية إذا كانت تهدف بإرسالها السفينة إلى اختبار مدى جدية التحالف، فإن التحالف لن يسمح بإمداد الميليشيات الحوثية بأي أسلحة. كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، البنتاجون، أول من أمس، أن القوات الأميركية تتابع خط سير السفينة الإيرانية التي تتبعها سفينتان حربيتان، منذ انطلاقها. وقال المتحدث باسم الوزارة، ستيف وارن، في مؤتمر صحفي "لا يساورنا قلق زائد في الوقت الحالي من أنها سفينة واحدة نحن على دراية بها، ونتابع مسارها في كل خطوة بالطريق".