استدعت الحكومة اليمنية القائم بالأعمال في طهران، وأكدت من مقرها الموقت في الرياض «ضرورة امتثال سفينة مساعدات إيرانية متجهة إلى اليمن لعمليات التفتيش قبل أن ترسو في ميناء الحديدة». وكانت الحكومة اليمنية قدمت شكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن محملة طهران المسؤولية المسبقة عن أي حادث يتسبب به توجه السفينة إلى الحديدة لكن إيران دعت في رسالة مضادة مجلس الأمن إلى وقف ما قالت أنه «عدوان خارجي» على اليمن. وقال السفير اليمني في الأممالمتحدة في شكواه إن السفينة انطلقت من ميناء بندر عباس بمرافقة سفينة حربية متجهة وفق البيانات الإيرانية إلى ميناء الحديدة «من دون الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة اليمنية أو التحالف العربي». وأضاف إن السفينة «تنقل مواد إغاثية ونحو سبعين ناشطاً إيرانياً وأجنبياً» وأنها «لم تطلب الإذن بدخول المياه الإقليمية اليمنية ولا تأشيرات دخول» لطاقمها وركابها. وشدد على ضرورة «خضوع كل السفن التي تنقل المساعدات إلى اليمن للتفتيش المسبق ومنحها الإذن بدخول المياه الإقليمية»، معتبراً أن إيران «تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي حادث قد يتسبب به هذا العمل». وتابع إن السلطات اليمنية وقوات التحالف «لا تعترض على شحنات المساعدات التي تدخل اليمن طالما أنها تمر عبر موافقة الحكومة اليمنية الشرعية، وتخضع للتفتيش قبل دخولها». وأعلنت طهران أمس أنها نسقت مع الأممالمتحدة في شأن إرساء سفينة المساعدات. وقال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الخميس إن طهران اتخذت «كل التدابير اللازمة لتوجه السفينة إلى اليمن» على ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وأضاف: «لقد تم التنسيق المطلوب مع الجهات المعنية في الأممالمتحدة لإرساء السفينة التي تحمل مساعدات إنسانية إيرانية لليمن». وشدد على انه «يجري أيضاً تسليم المواد الغذائية والمساعدات الطبية جواً من قبل الهلال الأحمر الإيراني عبر سلطنة عمان وجيبوتي». وبدأت المساعدات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين في اليمن في ظل هدنة لخمسة أيام بدا أنها صامدة بعد سبعة أسابيع من المعارك والغارات الجوية التي شنها الائتلاف بقيادة السعودية على المتمردين. ودعا السفير الإيراني في الأممالمتحدة غلمان علي خورشو مجلس الأمن إلى التحرك لوقف «العدوان الخارجي على اليمن»، معتبراً أن أولئك الذين ينتهكون القانون الدولي يجب أن يخضعوا للمحاسبة على أعمالهم ولا يجب أن يكون هناك مجال للحصانة». ورد خورشو في رسالة إلى المجلس على الاتهامات الخليجية واليمنية لبلاده بالتدخل في الشأن الداخلي اليمني ودعم الحوثيين بالأسلحة معتبراً أنها «مفبركة وهدفها تحييد الأنظار عن السياسات الفاشلة والمضللة الناتجة من التدخل العسكري الأجنبي الذي أدى إلى تعميق الأزمة اليمنية». ورداً على شكوى ضد إيران وجهتها قطر باسم مجلس التعاون الخليجي إلى مجلس الأمن، اعتبر خورشو أن «الرسالة القطرية قصرت عن تأمين حل فعلي لمساعدة الشعب اليمني وبدلاً من ذلك واصلت حملة التضليل للمجتمع الدولي ومثل هذه المحاولات مصيرها الفشل». ورحبت الأممالمتحدة أول من أمس بالتوصل إلى الهدنة الإنسانية في اليمن ودعت جميع أطراف النزاع إلى «احترامها في شكل كامل». وأشاد المبعوث الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد «بالتزام كل الأطراف الهدنة على رغم حدوث بعض المناوشات بين الفينة والأخرى في بعض المناطق».