كشف نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرف على مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري الدكتور على الغبان، عن مساع بين جهات الاختصاص في الهيئة ووزارة الشؤون البلدية والقروية لتخصيص أراض لأصحاب المتاحف الخاصة لإنشاء متاحف عليها، مبينا أن الهيئة تواصل حاليا أعمالها لتجهيز ملف "الأحساء.. الواحة التراثية" لتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو، مؤكدا أن الهيئة تعمل على محاور عدة لدعم المتاحف الخاصة، من أهمها: إصدار نظام للمتاحف يتضمن بنود مهمة تعنى بالمتاحف الخاصة، وإنشاء صندوق للمتاحف والآثار والتراث، كما ستعمل على تصنيف المتاحف الخاصة إلى ثلاث فئات "أ، ب، ج" بهدف الرفع من مستواها، ومساعدة الجميع على الارتقاء بمتاحفهم للوصول إلى "متحف سعودي"، مضيفا أن المتاحف تختلف من حيث المحتوى والحجم والمكان الذي تقع فيه. وأشار الغبان خلال كلمته أمس في ملتقى المتاحف الخاصة الثالث، الذي استضافته الهيئة في الأحساء، إلى أن الهيئة تهتم بالمتاحف الخاصة اعترافا بأن مالكيها والقائمين عليها يقدمون خدمة جليلة للتراث الوطني، فهم يعملون في أوقاتهم الخاصة ويصرفون من أموالهم وإن كان التركيز على المتاحف الخاصة في قطع التراث الشعبي، إلا أن هذه القطع تمثل الربط بين الماضي القريب والحاضر، لذلك يستحقون الدعم والمساعدة لأداء مهمتهم. اهتمام وشدد الغبان على ضرورة الاهتمام بالتراث، وأنه ليس مسؤولية الدولة فقط وإنما مسؤولية المواطن، مضيفا أن الهيئة درجت على الالتقاء بأصحاب المتاحف الخاصة كل عام، حيث تعقد الملتقى في كل منطقة من مناطق المملكة، مبينا أن الملتقى الحالي يتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف. وأبان الغبان أنه بمجرد تحقيق المتحف لقب "متحف سعودي"، سيحظى بالاستفادة من القروض ودعم صندوق المتاحف، والمشاركة في الفعاليات التي تنظمها الهيئة في الداخل والخارج، والاستفادة من برامج التدريب لصاحب المتحف ومن يعمل معه، مشيرا إلى أن الأمر أصبح حاليا ممكنا لتأسيس جمعيات لأصحاب المتاحف في كل من مناطق المملكة ولجان للعناية بالتراث والمتاحف الخاصة، وذلك بعد صدور نظام الآثار الذي دخل حيز التنفيذ. وأكد على الاستمرار في تكثيف البرامج التدريبية لتطوير قدرات أصحاب المتاحف الخاصة للعناية بالقطع التي يحتفظون بها واكتساب الخبرة والتشغيل وإدارة المتاحف وخدمة الزوار، والاستفادة من المتاحف في توفير دخل مادي لأصحابها يضمن الاستمرار في الإنفاق عليها، مضيفا أن توفير دخل مادي من هذه المتاحف سيحل كثيرا من الإشكاليات التي تواجه أصحابها، مبينا أن مشاركة هذه المتاحف في الفعاليات السياحية والثقافية ما يزال متواضعا. دعم وذكر الغبان أن الهيئة أوجدت طرقا لدعم أصحاب المتاحف الخاصة، إلا أنهم لم يستفيدوا منها من خلال قروض البنك السعودي للتسليف الذي يشترط تقديم صاحب المتحف برنامجا متكاملا لخطة عمل ومشروعا واضحا يقنع البنك لتقديم قروض الدعم، لافتا إلى أنه لتخفيف كثير من العقبات ومنها السن فبالإمكان تقديم القرض حتى سن 65 عاما، وبإمكان الموظف الحكومي أن يستفيد من هذا القرض، داعيا أصحاب المتاحف إلى تقديم مشاريع متكاملة تقنع البنك بالجدوى. وتابع "التصنيف سيساعد في التسجيل لبرنامج الدعم ويشمل الدعم في مجالات تهم عرض المتحف، وصيانة المعروضات والتشغيل وتسجيل القطع المعروضة التي تساعد على حفظ وصيانة المعروضات". من جانبه، أكد المدير العام للمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور عوض الزهراني، خلال كلمته في الملتقى الذي شهد تكريم 18 مواطنا من معيدي الآثار إلى الهيئة، على أن "الهيئة تتيح الفرصة لأصحاب المتاحف الخاصة للحصول على مواقع في مقرات التراث العمراني، مع التأكيد عليهم بالتوجه نحو المتاحف النوعية، ومساعدة المتاحف الخاصة في الحصول على العمالة التي تحتاجها"، مضيفا أن "الهيئة تعمل مع الجهات الحكومية على تحسين وتأهيل مواقع المتاحف ووضع لوحات إرشادية دالة عليها".