قدمت إحدى الشركات المتخصصة في مكافحة الهجمات الإلكترونية، وهي "فاير آي"، نصيحة مغايرة ومتقدمة في الوقت نفسه، بأن على المواطنين العاديين والعاملين المهنيين من السعوديين في قطاعات غير تكنولوجيا المعلومات، معرفة تقنيات الحرب الإلكترونية، والهجمات المتطورة بشكل واسع. وبرر المدير الإقليمي ل "فاير آي" في المملكة علاء الدباغ ل "الوطن" ذلك "بهدف خلق مستوى أفضل من الوعي، يمكن أن يساعد في الحد من المخاطر المحتملة للهجمات الإلكترونية المستمرة، وقال: "إن وعي السعوديين في مجال الأمن المعلوماتي غير ناضج، وإن عليهم بذل المزيد من الجهود لتعزيز ذلك، لتشمل ثقافتهم جميع الجوانب الخاصة بالموارد الوطنية، خاصة في قطاعات المشاريع الكبرى والمؤسسات الخاصة". أكد الدباغ أن "المملكة تشهد زيادة في تبني وسائل الحماية من البرامج الخبيثة التي تهاجم الأنظمة باستمرار، وتعرف اختصارا ب "APT" داخل المؤسسات السعودية، خاصة في قطاعات محددة مثل القطاع الحكومي والقطاعات المالية والاتصالات". وأوضح تقرير استقصائي للتهديدات أجرته "فاير آي" لعام 2014، أن "المملكة احتلت صدارة الدول التي استهدفتها الهجمات الإلكترونية المتطورة في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، وخلال الربع الأول من ذلك العام، شهدت نحو 30 % من إجمالي الهجمات الإلكترونية في المنطقة، ويرجع ذلك إلى عاملين رئيسيين الأول هو المكانة الرائدة التي تحتلها المملكة في المنطقة، والثاني هو الموقع السياسي الاستراتيجي لها على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال مساهمتها الكبيرة في أسواق النفط". وبناء على المعطيات السابقة، يقول الدباغ إنه "بالنظر إلى العوامل السابقة، فإن المملكة تمثل هدفا كبيرا لهجمات سرقة المعلومات، وتدمير البنية التحتية، وحملات التخريب للهجمات الإلكترونية المتطورة". وذهب مدير "فاير آي" في المملكة إلى أن "الفضاء الإلكتروني أصبح منطقة حرب شاملة، حيث تتنافس الحكومات في أنحاء العالم من أجل التفوق الرقمي في ساحة عمليات جديدة وغير مرئية في أغلب الأحيان، والهجمات الإلكترونية التي كانت تقتصر سابقا على مرتكبي جرائم انتهازيين، أصبحت الآن سلاحا أساسيا للحكومات التي تسعى لحماية سيادتها وإظهار القوة الوطنية". وأوضح أنه لا يمكننا قصر الهجمات الإلكترونية على قطاع محدد مثل القطاع المصرفي، أو الطاقة، أو النفط، والغاز. وقال: "في واقع الأمر، فإن جميع الموارد والمنشآت الوطنية تمثل هدفا محتملا في هذه الحرب، من بينها القطاع الخاص، وفي بعض الأحيان، يمكن إلحاق الضرر بأحد الضحايا، حيث يستخدم "كبوت نت" (شبكة من الأنظمة المصابة بالفيروسات) لشن هجوم على هدف آخر مهم داخل البلد، وعلاوة على ذلك، فإن الاتصال بالهدف يظهر مصدرا محليا وهو ما يؤدي إلى الاشتباه في هذا المصدر، ويمكنه حينها مراوغة أنظمة الحماية الأمنية التقليدية". وأضاف أن "الحوادث التي نشرتها وسائل الإعلام مرة أخرى تثبت أن الحرب الإلكترونية لا تزال موجودة، وأنه يجب أن تكون المملكة مستعدة جيدا لحماية نفسها من الهجمات التقنية". التأكيد المهم لصناع قرار الأمن المعلوماتي في المملكة، الذي أراد الدباغ إيصاله لهم، هو "ضرورة تبني المؤسسات نهجا جديدا لتوفير الحماية لأصول الشركات إزاء التصدي للهجمات الإلكترونية، إذ إن المشهد العام للتهديدات التقنية أصبح يتطور بشكل سريع، وفتحت الهجمات العشوائية واسعة النطاق الهادفة لإلحاق الضرر بالأنظمة الباب أمام هجمات متطورة للغاية تركز على أهداف محددة، وأصبحت عوامل التهديد للدول والحملات الممولة جزءا من هذا النهج السائد". وأكد الدباغ أن الهجمات الممولة صاحبة الأهداف المركزة التي تطال جميع المجالات، تعد متطورة للغاية وخاطفة ومحددة الهدف، وفي أغلب الأحيان لا يجري اكتشافها من خلال التقنيات الأمنية التقليدية مثل الجدار الناري للجيل المقبل "فاير وول"، والبرمجيات التقليدية لاكتشاف ومكافحة التسلل "اي بي اس".