أكدت كتلة نواب المستقبل في لبنان في اجتماع برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري "دعمها الكامل لما أعلنه الحريري أمس من أن "لا مساومة على المحكمة الدولية". معتبرين أن "أجواء التصعيد لن تؤثر على مسار المحكمة". مؤكدين في الوقت نفسه تمسكهم ب"كل ما يحمي السلم الأهلي ويعزز عوامل الاستقرار في البلاد". وفي السياق نفسه أكد وزير الإعلام طارق متري أن "هناك تدخلا سوريا سعوديا لتهدئة الوضع في لبنان وسعى هذا التدخل إلى أن يكون لمصلحة الاستقرار والحوار حول الخلافات عوض التناظر بحدة". لافتا إلى أن "الحديث عن التهدئة هو في حقيقة الأمر حديث عن تخفيف الحدة في اللغة التي اعتمدت والتي لم تخل من التخويف والتهديد". مشيرا إلى أن "الفرقاء أدركوا أن المواقف الأسبوع الماضي كادت تأخذ البلاد إلى أمكنة خطيرة". وفي المقابل حذر النائب اللبناني سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية مساء أول من أمس من أن لبنان سيشهد "حربا بقرار دولي" إذا صدر عن المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، قرار ظني يوجه الاتهام إلى حزب الله. وقال فرنجية الذي يرأس تيار "المردة" المسيحي المتحالف مع حزب الله: "لماذا لا تلغى المحكمة إذا كانت ستؤدي إلى الفتنة؟". مضيفا: "يوم يتهم القرار الظني حزب الله يكون قرار الحرب في لبنان قد اتخذ دوليا ولا أحد سيستطيع وقفه". وأوضح ردا على سؤال أن الحرب المذكورة ستكون "سنية شيعية". إلى ذلك علمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن عملية "إعادة تمثيل جريمة اغتيال الحريري" ستجرى بفرنسا في الخامس والسادس من أكتوبر المقبل في ثكنة "كابيتيو" جنوب مدينة "بوردو". وستتم العملية بحضور فريق خاص من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وعدد من خبراء المتفجرات والخبراء العسكريين الفرنسيين. ووفقا لهذه المصادر، فقد استبعدت وسائل الإعلام عن هذه العملية التي ستتم تحت رقابة عسكرية وبسرية تامة. فقد رفض المسؤولون في وزارة الدفاع الإدلاء بتصريحات إيضاحية حول هذا الحدث الذي يجري التحضير له بسلسلة اجتماعات تجري حاليا وتضم خبراء واختصاصيين ومحققين. وكانت معلومات سابقة أشارت إلى أن عملية إعادة تمثيل الجريمة ستتم في 28 من سبتمبر الحالي قبل أن يحدد موعد الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل. وسوف تسمح عملية إعادة التمثيل بالتثبت وتأكيد النتائج التي توصل إليها خبراء المتفجرات الفرنسيون العاملون ضمن لجنة التحقيق، ومفادها أن انفجارا "غير أرضي" قد حدث وأن انتحاريا كان داخل الشاحنة فجر نفسه لدى مرور موكب الحريري.