وصف محللون ما ارتكبته ميليشيات الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح في عدن، من اعتداءات على المدنيين بأنه جريمة حرب كاملة الأطراف، مشيرين إلى أن المجتمع الدولي مطالب اليوم قبل الغد بالتصدي لهذه الجرائم الموجهة ضد الإنسانية، ودعوا إلى التشدد في التعامل مع مثل هذه التجاوزات، وعدم التسامح مع مرتكبيها، أياً كانت ظروف ارتكابها. وقال المحلل السياسي، مدين مقباس، في تصريحات إلى "الوطن": "ما حدث هو جريمة بشعة انفرد بها الانقلابيون دون غيرهم، ولم يسبق أن ارتكبها أحد، فهؤلاء الذين تم استهدافهم كانوا مدنيين مسالمين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وليست لهم علاقة بالعمليات العسكرية، لذلك فإن استهدافهم لم يكن مبرراً على الإطلاق، وهي إثبات يضاف إلى جرائم هذه الميليشيات وقتلها الأبرياء في عدن". وأضاف "ما حدث هو برهان جديد لدموية المشروع الذي تدعيه عصابات الحوثي والمخلوع صالح، وهاهم يفصحون عن مشروعهم بالمجيء لقتل الأبرياء الأطفال والنساء بوحشية لم يشاهدها أحد من قبل، وهذا في كل الأحوال لا يمكن وصفه إلا بأنه تحدٍ صارخ للقرارات الدولية والمجتمع الدولي وخاصة القرار 2216 وكل المواثيق الدولية. فالأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة كانوا يفرون من بطش ودموية ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، لكنهم لم يكونوا يعرفون أن تلك الدموية تنتظرهم في الخارج، وستغتال أرواحهم البريئة وهم يبحثون عن الأمان بين أمواج البحر، فكانت رحلتهم من الموت إلى الموت، وكانت هذه الجريمة رسالة تكشف عن المشروع الدموي الذي أتى به الانقلابيون إلى عدن". وتابع مقباس بالقول "هذه الجريمة أماطت اللثام عن وجوه الانقلابيين الحقيقية، المكسوة بالحقد والمتعطشة لإسالة الدماء، وكشفت مساوئهم للداخل والخارج، وأزاحت القناع الزائف الذي تتوارى خلفه حقيقة هذه العصابات الدموية ليقنع من لا يزال تحت تأثير التضليل لخطاباتهم وادعائهم الكاذب". وقال إن أي كلام يعجز عن وصف بشاعة هذه الجريمة، وإنها هي وحدها تحكي عن نفسها وعن تأخر المجتمع الدولي ودول الإقليم من اتخاذ الإجراء العملي الرادع الذي ينبغي اتخاذه لحماية عدن وأبنائها من جرائم الإبادة التي ترتكبها هذه الميليشيات بحقهم. بدوره، قال المحلل السياسي وأستاذ علم الاجتماع، سعيد منصور "المتمردون كشفوا عن دمويتهم التي لا يتطرق إليها الشك بهذه الجريمة البشعة، وأثبتوا للعالم أجمع أنهم عبارة عن مجموعات من الخارجين على القانون، وليس لهم مشروع سياسي يدعون إليه، فكل المكونات السياسية تتحاشى الاعتداء على المدنيين، وتبذل كل جهودها لحماية أرواحهم وضمان سلامتهم، لكن هؤلاء الإرهابيين لم يعيروهم أي اهتمام، وقصفوهم بالدبابات والصواريخ، مع أنهم لم يكونوا يشكلون أي خطر عليهم، وكانوا فقط يريدون النجاة بأبنائهم ونسائهم، لكن الحوثي وفلول المخلوع استكثروا عليهم ذلك، ووجهوا قذائفهم نحوهم، وكأنهم لا يرضون لهم سوى الموت والدمار". ومضى منصور بالقول "الجريمة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي تؤكد أنهم باتوا محاصرين من كل الجهات، وأن الهزائم المتلاحقة التي تأتيهم من غارات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، والضربات التي توجهها نحوهم المقاومة الشعبية في كل المدن اليمنية الصامدة أصابتهم بحالة من اليأس والهستيريا، لاسيما في ظل تخلي الإيرانيين عنهم، واكتفائهم بالتصريحات الجوفاء التي لا تفيد شيئاً، لذلك أرادوا صرف نظر أنصارهم عن هزائمهم، وتوجيه ضربة إلى المدنيين العزل، والادعاء بأنهم من عناصر المقاومة، لكنها محاولة فاشلة أثبتت للعالم أجمع وحشية الانقلابيين واستهتارهم بأرواح المدنيين، وتجاهلهم للقانون الدولي والإنساني". وكانت الجريمة التي ارتكبها المتمردون بحق المدنيين، قد أودت بحياة العشرات من المدنيين، غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء والعجزة، جراء استهداف الانقلابيين، الأربعاء الماضي، قارباً بحرياً حاولوا النزوح عبره من حي التواهي إلى حي البريقة في عدن، بعد اشتداد القصف بالأسلحة الثقيلة على منازلهم، كما استهدفوا النازحين أثناء انتظارهم للقارب وأطلقوا النار نحوهم.