"عدن ليست تل أبيب"، رسالة مختصرة بعث بها وزير الخارجية اليمني المكلف رياض ياسين، عرّى خلالها شعارات المتمردين الحوثيين التي يرفعونها ضد الكيان الصهيوني، بينما يمارسون حربا وصفها ب"حرب إبادة" ضد المدنيين في مدينة عدن. وقال في مؤتمر صحفي أمس "عدن صامدة بصمود أبنائها، ولن تسقطها ميليشيا الحوثي". في الوقت الذي وصف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين ما حدث في مدينة التواهي التابعة لعدن التي وقعت فيها بأنه مجزرة بالأمس نفذها الحوثي والمخلوع، وجه الوزير انتقادات إلى مجلس الأمن الدولي، وطالب إحدى دول الأممالمتحدة – لم يسمها - بأن "تكف عن اختراعاتها للقرارات أو المسودات"، مرجعا ذلك لأن ما حصل في عدن أمس، يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الحوثي قتل الأبرياء باعتراف منه. وأضاف ياسين في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في الرياض قائلا "بعد 20 يوما من قرار مجلس الأمن 2216. لم تنفذ ميليشيات الحوثي والمخلوع أي بند فيه، أو أي جزء بسيط منه حتى الآن، ولذلك على المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية كاملة". وعدّ ياسين، الممارسات الحوثية في حق الأبرياء محاولة لتعطيل حوار الرياض، مؤكدا أن المنشقين عن حزب المخلوع تتعامل معهم الشرعية بحسن النية، إلا أنه استبعد أن تكون لهم فرصة في يمن الغد. وفي إجابته عن سؤال "الوطن" عن إمكان اتفاق الأطياف اليمنية على مستقبل خال من أي وجود للحوثي، قال "اليمن يتسع لكل أبنائه، ولسنا دعاة حرب، لكننا نقول إن هذه الميليشيات التي رفعت السلاح لن يكون لها مجال في حوارنا القادم بالرياض، إلا إذا امتثلت للقرارات الدولية والإقليمية، إضافة إلى اعترافها بالجرائم التي قامت بها في حق المدنين، وإعادة الأسلحة إلى الدولة الشرعية". وعن مدى الثقة في المنشقين عن حزب المخلوع، أكد أن كل من يعلن التوبة وعدم الارتباط بصالح، ونراه جاء إلى الرياض، سنستمع إليه، لكن من يستمر في الارتباط به لن نلتقي به، وما زلنا نفترض حسن النية. وتلا ياسين رسالة وصلته أثناء المؤتمر الصحفي من أبناء عدن، الذين استنجدوا بخادم الحرمين الشريفين، قالوا فيها "يا أبو العزم والحزم، نناشدك رجالا ونساء وأطفالا، باسم الدم والأخوة والأبوة والدين، لإنقاذنا من أيدي المجرمين قتلة الأطفال والنساء والأبرياء، ولا حيلة لنا ولا قوة بعد الله سواكم". واسترسل ياسين بالقول "تعرض عدد كبير من النساء والأطفال أمس للاغتصاب والقتل، وهدم للمنازل والتشريد والسرقة والنهب، ما يتنافى مع كل القيم والأخلاق، هذا إضافة إلى منع ميليشيات الحوثي والمخلوع لفرق الإسعاف والمتطوعين لمساعدة الجرحى والمصابين، وما تقوم به عصابات صالح والحوثي حرب إبادة واضحة. وقطع ياسين بأن عدن لم ولن تسقط أبدا، مخاطبا الحوثي بالقول: "عدن ليست تل أبيب، ولن تسقطها ميليشياتك، وهي صامدة بصمود أبنائها"، لافتا إلى أن هذه الخطوة الإجرامية التي نفذها الحوثي والمخلوع ليست إلا لتعطيل حوار الرياض" من جانب آخر، أكد وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي، أن الفنادق التي قدمها ملاكها لمن ليس لهم مأوى من الأسر اليمنية، استهدفها الحوثي والمخلوع، مشيرا إلى أن مثل هذه السلوكيات الوحشية أمر لا يمكن وصفه إلا أنه إبادة جماعية. وأضاف الأصبحي أن التقديرات الأولية للمجزرة في عدن تشير إلى أن 50 شهيدا لقوا حتفهم، فيما لم يقدر أعداد المصابين والجرحى الذين قال إنهم في تصاعد مستمر، لافتا إلى أن النساء والأطفال هم أكثر المصابين حتى وقت المؤتمر الصحفي، مؤكدا أن ميليشيات الحوثي والمخلوع منعت فرق الإسعاف والمتطوعين من القيام بواجبهم. مضيفا أن الحكومة الشرعية اليمنية طلبت من مندوبها في مجلس الأمن الدولي فورا سرعة التحرك لعقد جلسة طارئة في المجلس، إذ إن لدى الحكومة قرارات دولية نافذة حان الوقت لتنفيذها الآن، مضيفا "القرارات ذات شقين: الأول، يتعلق بتوقيف مرتكبي هذه الجرائم وأتباعهم الموجودين في الدول المختلفة وملاحقتهم قانونيا، والثاني: هو مصادرة أموال اليمن المنهوبة والموجودة داخل دول عدة منها دول صديقة وشقيقة تعرف تماما أن هذه الخطوة يجب أن تنفذ بسرعة". طالب ياسين قوات التحالف الذي تقوده المملكة، بعمل ما يمكن عمله في أسرع وقت ممكن لإنقاذ اليمن، كما طالب المجتمع الدولي والإقليمي بالتدخل العاجل والسريع، ودعا المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للقيام بمهماتها لرصد كل الانتهاكات ضد الإنسانية، واستمر ليطالب بلجنة معنية بتقصي الحقائق "سريعة"، لرصد جرائم الحوثي وصالح ضد أبرياء اليمن.