في الوقت الذي تدور معارك عنيفة في مصفاة بيجي، كبرى مصافي النفط العراقية، بين القوات الأمنية وتنظيم "داعش" الإرهابي الذي شن هجوما متجددا في المصفاة التي يسيطر على أجزاء منها، دعا قائد عسكري في محافظة الأنبار إلى تسليح الشباب النازحين الذين عادوا إلى مناطق سكنهم ليشاركوا مع متطوعي العشائر في عملية تحرير مدنهم من سيطرة التنظيم. وتأتي المعارك في المصفاة غداة تحذير الولاياتالمتحدة التي تقود تحالفا دوليا يشن ضربات جوية ضد التنظيم، من أن المصفاة تتعرض لتهديد متزايد من المتطرفين الذين يسيطرون على مساحات واسعة في العراق منذ أشهر. وأفاد ضابط في الجيش العراقي برتبة لواء عن اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية وعناصر "داعش" في مصفاة بيجي أمس.وأوضح أن الإرهابيين شنوا هجوما عنيفا فجر أمس على القطاعات العسكرية الموجودة في المصفاة التي حاصرها التنظيم لأشهر منذ سيطرته على هجومه الكاسح في شمال العراق وغربه في يونيو الماضي. وقال الضابط إن الإرهابيين الذين اقتحموا المصفاة منذ ثلاثة أسابيع يتحصنون في أبنية المصفى، وهم انتحاريون لا يغادرونها إلا جثثا، مشيرا إلى أن القوات العراقية تواجه صعوبة في ملاحقتهم، فهم ينتشرون في الأبنية وقرب الأنابيب ويشعلون الخزانات.وأشار الضابط إلى وجود قوات من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب وفصائل مسلحة موالية للحكومة، داخل المصفاة ذات المساحة الشاسعة.وأعلن التنظيم المتطرف في نشرة "إذاعة البيان" التابعة له أمس، عن تنفيذ مسلحيه عمليتين انتحاريتين أول من أمس، إحداهما داخل المصفاة وأخرى إلى الجنوب الغربي منها. وفي هذا السياق، قال قائد فرقة الرد السريع في الأنبار العميد الركن ناصر الفرطوسي ل"الوطن"، إن التنسيق بين العشائر والأجهزة الأمنية مستمر، لكنه يحتاج إلى المزيد من التعاون، لا سيما أن معظم الشباب القادرين على حمل السلاح نزحوا من الأنبار، معربا عن اعتقاده بأن تكون عودتهم فرصة لضمهم إلى معسرات التدريب وتسليحهم ليشاركوا مع الأجهزة الأمنية في عملية تحرير مدنهم من سيطرة "داعش". من جانبه، طالب رئيس مجلس المحافظة، صباح كرحوت، الحكومة المركزية بتفعيل دور العشائر في مواجهة الإرهاب وقال ل"الوطن"، إن عشائر الأنبار مستعدة لمواجهة "داعش" ولديها تجربة قتالية ضد تنظيم القاعدة في سنوات سابقة، والقضية متعلقة بقناعة الحكومة المركزية في منح السلاح وتوفير كل وسائل الدعم. إلى ذلك، أعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق اعتقال مسؤول قاطع كركوك في "داعش" المدعو رعد هادي لفتة، العقل المدبر للتفجيرات التي استهدفت أربيل وكركوك. مضيفا أن الإرهابي المعتقل أشرفَ على أغلب العمليات الإرهابية في كركوك.