سيكون أشبيلية الإسباني أمام مهمة صعبة، عندما يستضيف فيورنتينا الإيطالي اليوم في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي "يوروبا ليج"، فيما يبدو أن ممثل إيطاليا الآخر نابولي مرشحا لبلوغ النهائي للمرة الأولى منذ عصر الأرجنتيني دييجو مارادونا، حينما يستضيف دنبروبتروفسك الأوكراني. ويأمل إشبيلية في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور ليقطع شوطا مهما نحو بلوغ النهائي للموسم الثاني على التوالي ومواصلة مسعاه للتتويج الرابع باللقب بعد 2006 و2007 و2014، والانفراد بالرقم القياسي الذي يتقاسمه مع الفريقين الإيطاليين إنتر ميلان (1991 و1994 و1998) ويوفنتوس (1977 و1990 و1993) والإنجليزي ليفربول (1973 و1976 و2001). كما يطمح الفريق الأندلسي إلى أن يصبح أول فريق يحتفظ باللقب منذ تغيير مسمى المسابقة عام 2010، علما أنه كان ثاني فريق يحتفظ بلقبها بمسماها القديم "كأس الاتحاد الأوروبي" عندما توج بها عامي 2006 و2007 بعد مواطنه ريال مدريد عامي 1985 و1986.وستكون مواجهة اليوم الأولى بين النادي الأندلسي وضيفه الإيطالي الفائز بالنسخة الأولى من كأس الكؤوس الأوروبية عام 1961 ووصيف بطل كأس الأندية الأوروبية البطلة عام 1957 وكأس الاتحاد الأوروبي 1990.ويعول إشبيلية الذي تعرض لضربة بافتقاده لخدمات مدافعه "نيكو باريخا" لما تبقى من الموسم بسبب إصابته في إياب ربع النهائي أمام زينيت سان بطرسبورج الروسي 2/2، على سجله المميز في معقله حيث خرج فائزا من مبارياته القارية الثماني الأخيرة، بينها جميع مبارياته الست لهذا الموسم منذ خسارته أمام جاره ريال بيتيس 2/صفر في الدور ثمن النهائي الموسم الماضي.كما لم يسبق لإشبيلة أن خرج من المسابقة بعد وصوله نصف النهائي إذ نجح في المناسبات الثلاث السابقة في بلوغ المباراة النهائية والفوز باللقب. ولن تكون المهمة سهلة أمام فيورنتينا الذي يشرف عليه نجم روما السابق "فينشنزو مونتيلا"، إذ يقدم الفريق الإيطالي بدوره أداء مميزا خارج قواعده لأنه لم يخسر في مبارياته القارية ال12 الأخيرة بعيدا عن جمهوره، وتعود هزيمته الأخيرة إلى الدور الثاني من موسم 2009/2010 بدوري أبطال أوروبا على يد بايرن ميونيخ الألماني (2/3). ويدخل فريق المدرب "أوناي إيمري" اللقاء بمعنويات مهزوزة بعض الشيء بعد خسارته السبت الماضي على أرضه أمام ريال مدريد 2/3 في المرحلة ال35 بالدوري المحلي، ما جعله يتخلف بفارق ثلاث نقاط عن فالنسيا صاحب المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا قبل ثلاث مراحل على ختام الموسم.وفي المقابل، استعاد فيورنتينا توازنه محليا بعد أربع هزائم متتالية من خلال فوزه على ضيفه الجريح تشيزينا 3/1 الأحد الماضي، ليعزز حظوظه بالعودة إلى المسابقة القارية الثانية الموسم المقبل.ومن المؤكد أن الفريقين لن يكونا بحاجة إلى ترتيبهما المحلي في حال الفوز بلقب "يوروبا ليغ" لهذا الموسم لأن بطل المسابقة سيتأهل الموسم المقبل إلى دوري الأبطال بحسب النظام الجديد، كما حال بطل المسابقة القارية الأم الذي سيضمن مكانه في دور المجموعات بغض النظر عن ترتيبه في الدوري المحلي، وهذا الأمر يعطي الفرق الأربعة المتواجدة في نصف النهائي حافزا كبيرا جدا للفوز باللقب الذي يعتبر بمثابة الحلم لنابولي الذي غاب عن التتويج القاري منذ 1989 حين أحرز كأس الاتحاد الأوروبي بقيادة الأسطورة مارادونا. ويعول نابولي على خبرة مدربه "بينيتيز" الذي سبق أن قاد فالنسيا الإسباني إلى لقب 2004 قبل إحرازه دوري الأبطال مع ليفربول في العام التالي ثم الدوري الأوروبي مع تشلسي في 2013.ولم يذق نابولي طعم الهزيمة بين جماهيره في مبارياته القارية ال12 الأخيرة منذ سقوطه في فبراير 2013 أمام فيكتوريا بلزن التشيكي 3/صفر في أكبر هزيمة له على أرضه في مشاركاته القارية. وتعادل نابولي مع فولفسبورج الألماني 2/2 في إياب ربع النهائي بعد أن سحقه ذهابا في عقر داره 4/1، فيما تأهل دنيبرو بهدف متأخر بواسطة "يفجيني شاخوف" كان كافيا للتخلص من ضيفه كلوب بروج البلجيكي بعد أن تعادلا سلبا ذهابا.