أبلغت "الوطن" الناشطة السورية ورئيسة المركز العربي الأميركي للأبحاث والدراسات والاستشارات بواشنطن فرح الأتاسي، بأن لقاء المعارضة السورية المرتقب عقده في الرياض، كان مقررا أن يعقد الأسبوع الماضي، مبينة أن الهدف الرئيس من الاجتماع هو أن تذهب المعارضة إلى لقاءات جنيف بموقف موحد وخطط واضحة للمرحلة الانتقالية ما بعد الأسد، يستند إليها قادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة التي ستجمعهم بالرئيس الأميركي باراك أوباما في كامب ديفيد. وأشارت الأتاسي إلى أن لقاء المعارضة في الرياض يكتسب الصفة التشاورية، وسيشارك به ممثلون من كل أطياف المعارضة، إذ ستحضره شخصيات من الائتلاف الوطني السوري، والتنسيقيات، وشخصيات مستقلة، وممثلون عن قطاعات عسكرية، فيما لم تجزم باحتمالية مشاركة أي من المنشقين عن نظام الأسد بالاجتماع حتى الآن. وأوضحت الناشطة السورية أن لقاء الرياض سيعد ركيزة أساسية، تستند إليها قوى المعارضة السورية لتوحيد مواقفها وجهودها لقطع الطريق أمام الحجج الروسية بأن المعارضة غير متفقة على المرحلة الانتقالية ما بعد الأسد، وقبل الذهاب للمشاركة في مؤتمرات جنيف التشاورية التي بدأها المبعوث الدولي دي مستورا للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة حول حل النزاع في سورية. وكشفت فرح الأتاسي عن لقاءات تشاورية جرت بين الائتلاف وممثلين عن كبرى الفصائل العسكرية في تركيا وشخصيات معارضة مستقلة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وقوى ثورية أخرى تم الاتفاق فيها على وثيقة المبادئ المشتركة من خمس نقاط ستقدم خلال لقاء الائتلاف مع دي مستورا بجنيف. وقالت الأتاسي إن الوثيقة تنص على إسقاط النظام السوري بكل رموزه وأجهزته الأمنية وألا يكون لرأس النظام وزمرته الحاكمة أي دور في المرحلة الانتقالية وحماية القرار الوطني ورفض الإرهاب والوقوف في وجه أي محاولات لتقسيم البلاد. وأكدت الناشطة فرح الأتاسي أن عنوان مؤتمر المعارضة بالرياض هو وحدة الصف السوري ووضع خطة توافقية للمرحلة الانتقالية بدون أن يكون للأسد دور فيها وضمان أن الحل السياسي المنشود يحقق رغبات الشعب السوري، وهو الموقف الذي أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في افتتاح قمة الخليج التشاورية حيث أكد أن لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية. وفيما تحفظت الأتاسي عن ذكر أعداد المشاركين في لقاء الرياض، قالت إن الأسماء المشاركة متنوعة وتشكل مزيجا من الشخصيات المعارضة بكل أطيافها، مبينة أنه لا يهدف إلى إيجاد أي جسد سياسي جديد للمعارضة السورية، بقدر ما سيدفع نحو توحيد المواقف، مؤكدة أن انعقاده ربما سيسبق القمة الخليجية الأميركية المرتقبة في كامب ديفيد، وينتظر أن تحتل الأزمة السورية الملف رقم واحد على أجندتها بحسب تأكيدات المسؤولين الخليجيين. وأكدت الناشطة السورية أن أهمية لقاء المعارضة في الرياض يأتي انطلاقا من التطورات الميدانية الإيجابية التي تحققها قوى الثورة على الأرض، وقالت "ما حققه الثوار أمنيا وميدانيا في الداخل السوري من تقدم ملحوظ وإيجابي، يجب أن يصاحبه زخم سياسي يكتسب الصفة التقدمية من أجل البناء على هذه المكتسبات التي يحققها الثوار على الأرض ودعم جهودهم وحمايتهم وتعزيز تقدمهم للضغط على النظام السوري وإجباره على الدخول في العملية السياسية لوضع حد ونهاية للأزمة التي طال أمدها ويدفع ثمنها كل الشعب السوري". ولم تستبعد فرح الأتاسي، أن يكون لقاء المعارضة السورية في الرياض، بداية لوضع الملف السوري على خريطة الاهتمام الدولية من جديد، بدفع سعودي خليجي هذه المرة، مع التركيز على أن الأولوية لدعم الثوار في تقدمهم الميداني على الأرض والحفاظ وحماية المكتسبات التي يحققونها ببسالة وتصميم وشجاعة. ودعت الناشطة المستقلة فرح الأتاسي في ختام حديثها إلى توفير الغطاء الجوي للثوار وحماية السوريين في المناطق المحررة، ورفد المعارضة السياسية بالزخم السياسي والديبلوماسي والدولي المطلوب ليتكامل التقدم العسكري مع التقدم السياسي بما يخدم أهداف ومصالح وتطلعات الشعب السوري.