كشفت مصادر من داخل مدينة المكلا أن وجهاء القبائل اليمنية بدؤوا التنسيق للتصدي لعدوان الحوثيين، ووضع الترتيبات اللازمة لمعركة استنزاف طويلة الأمد معهم، باعتماد أسلوب الدفاع الذاتي لكل قبيلة، وذلك في ظل انقسام المؤسسة العسكرية والأمنية. وأشارت المصادر إلى أن قبائل حضرموت أعلنت فتح مراكز للتجنيد والتدريب، استعدادا لمواجهة محتملة مع الحوثيين في المنطقة الممتدة من حافات عدن إلى الحدود مع سلطنة عمان. وتمثل حضرموت التي تعد كبرى محافظات اليمن ثلث مساحة البلاد، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي المهم، إذ تمتلك شريطا حدوديا طويلا مع المملكة، وموقعها المطل على البحر، ووجود عدد من الموانئ، وكذلك تتميز بوجود مخزون نفطي كبير، يجعلها هدفا استراتيجيا لأطراف الصراع في اليمن. وأشارت المصادر إلى أن قبائل حضرموت التي تعد قوة حاسمة لكثرة عدد أفرادها، وثقلها التاريخي والجغرافي والتاريخي، ستكون عاملا أساسا في هزيمة قوات التمرد. ومضت بالقول إن المئات من أبناء القبائل بدؤوا فعليا في التدريب العسكري. ووعدتهم القبائل بتوفير الأسلحة المطلوبة. ويقول محللون إن التحالف القبلي "سيكون أساسا في هزيمة الميليشيا الطائفية الموالية لإيران، خاصة أن قبائل حضرموت قوة حاسمة ولها ثقلها التاريخي والجغرافي في اليمن". مشيرين إلى أن تماس الحدود بين محافظة حضرموت والمملكة يعطي قوات التحالف فرصة مواتية لدعم المقاومين بالأسلحة، ويسهل المهمات اللوجيستية، بعيدا عن الطرق والممرات التي يسيطر عليها الحوثيون، أو القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويعني دخول هذه القبائل المعركة إمكان حدوث تغيير استراتيجي ضد متمردي الحوثي الذين تحركوا في بعض المدن. وكان المتحدث الرسمي باسم "حلف قبائل حضرموت" صالح مولى الدويلة أعلن فتح معسكرات لتجنيد الشباب من أجل حماية المحافظة وصد أي عدوان من قبل مسلحي الحوثي. وقال الدويلة إنه تم وضع خطة لتقسيم حضرموت إلى أربع مناطق، الساحل، والوادي، والصحراء، والهضبة، على أن يتم تجهيز كل منطقة بلواءين، وتم فتح مراكز تسجيل للراغبين في التجنيد، وأضاف "نعمل حاليا على تدريب كتيبتين، منشآت ومهمات خاصة، ثم سيتوسع العمل شيئا فشيئا". مشيراً إلى أن الخطة تشمل تجنيد 20 ألف شاب عبر مراحل عدة، بهدف إنشاء قوة من أبناء حضرموت، قادرة على حماية أرضهم من أي مخاطر وصد أي عدوان. وكشف عن وجود تواصل مع الرئيس عبدربه منصور هادي، وقيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة ضد الحوثيين، لدعم الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة بشكل عام. وتابع "لن نسمح للحوثيين ومن على شاكلتهم بدخول أرض حضرموت والسيطرة عليها، والشركات النفطية في المحافظة الواقعة تحت سيطرة مسلحي القبائل ستظل إلى الأبد في أيدي أبناء حضرموت".