لمواجهة سرطان الحوثي الذي تمرد على الشرعية وكاد أن يقود اليمن نحو الهاوية، ترددت أنباء أن الأممالمتحدة ستولي مهمة مبعوثها الخاص إلى دبلوماسي موريتاني عمل في الأممالمتحدة لمكافحة فايروس إيبولا، الذي حل بالعالم أخيرا وشكل خطرا محدقا. فبحسب تقارير إعلامية خرجت من مقر الأممالمتحدة في نيويورك خلال ال48 ساعة الماضية، فمن المفترض تسمية الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بديلا عن المبعوث الأممي السابق لليمن جمال بنعمر "المستقيل"، بعد أن نفذ الحوثيون انقلابهم على الشرعية، بمساندة من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأذرعته المحسوبة عليه. ويحسب على جمال بنعمر، تمكن جماعة الحوثي وعلي صالح من خداعه، ما قاد بحسب وسائل إعلام يمنية، وأطراف تقف إلى صف الشرعية في اليمن إلى تمكن الحوثيين من مفاصل الدولة، وتنفيذ انقلابهم بشكل سلس على الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، وطاقم حكومته. ومن أولويات الدبلوماسي الموريتاني، الذي عمل في الأممالمتحدة في مكافحة فايروس إيبولا، تنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر الثلاثاء الماضي، القاضي بتسليم جماعة أنصار الله وكل من يتعاطف معها للدولة، ونزع السلاح غير الشرعي، هذا بالإضافة إلى حظر تلقيهم للسلاح. ومن هذا المنطلق تختلف جذريا، مهمة المبعوث السابق الذي سعى إلى تأصيل تقاسم السلطة بين اليمنيين، عن مهمة ولد الشيخ الذي من المفترض أن يضع تسليم الدولة على طاولة الحوثي، كشرط أممي يجب تنفيذه من منطلق وضع القرار الأممي تحت البند السابع في مجلس الأمن. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد اشترطت على جماعة أنصار الله الحوثية، الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن، الذي يكفل تخليهم عن السلطة، مقابل وقف إطلاق النار، وانتهاء العمليات العسكرية في إطار عاصفة الحزم. وأكدت خلال اجتماع في نيويورك أنه لا مجال لوقف إطلاق النار في اليمن، ما لم يلتزم المتمردون الحوثيون بقرار مجلس الأمن الذي يطالبهم بالتخلي عن السلطة في هذا البلد، بحسب مسؤول خليجي. وعلى مدار 40 دقيقة تباحث وفد يضم سفراء دول مجلس التعاون الخليجي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فيما تشهده اليمن، إضافة إلى اختيار مبعوث جديد للأمم المتحدة إلى اليمن، خلفاً لجمال بنعمر الذي استقال من منصبه كمبعوث أممي إلى اليمن الأسبوع المنصرم. وقال السفير السعودي في الأممالمتحدة السفير عبدالله المعلمي في ختام الاجتماع، أن الأمين العام للأمم المتحدة قال إنه يريد نهاية سريعة للعمليات الحربية. وأضاف المعلمي "نحن جميعا نريد نهاية سريعة للعمليات الحربية، لكن هناك شروط للتوصل إلى ذلك، وهي شروط نص عليها القرار الذي أصدره مجلس الأمن الأسبوع الماضي. وأضاف المعلمي أن "الأمين العام ونحن أنفسنا نعتقد أن "هذا القرار" يجب أن يطبق تطبيقا كاملا". وكان مجلس الأمن أصدر قرارا يدعو المتمردين الحوثيين إلى الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، ويفرض عليهم عقوبات بينها حظر على الأسلحة. كما دعا القرار "جميع أطراف النزاع" إلى التفاوض في أسرع وقت ممكن، للتوصل إلى "وقف سريع" لإطلاق النار، من دون أن يطلب من دول التحالف تعليق الغارات الجوية التي تشنها ضد المتمردين الحوثيين. من جهة أخرى وردا على تعيين خلف لبنعمر، اكتفى السفير السعودي عبدالله المعلمي بالقول إن هذا الأمر "ستتم دراسته في العواصم"، وأن دول مجلس التعاون ستعطي إجابتها بشأنه "قريبا جدا". وأفاد مسؤول في الأممالمتحدة - فضل عدم الإفصاح عن هويته - بأن الأمين العام للأمم المتحدة طرح خلال الاجتماع اسم الديبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وأن سفراء دول مجلس التعاون، أكدوا أنهم سينقلون هذا الاقتراح إلى عواصمهم. وبحسب دبلوماسيين فإن الإعلان عن اسم المبعوث الجديد سيتم بحلول نهاية الأسبوع. ويشغل إسماعيل ولد الشيخ أحمد حاليا منصب رئيس بعثة الأممالمتحدة لمكافحة فيروس إيبولا. وكان الديبلوماسي المغربي جمال بنعمر قدم الأسبوع الماضي استقالته من منصب الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إثر انهيار العملية السياسية التي ترعاها المنظمة الدولية في هذا البلد، نظير انقلاب جماعة الحوثي على الشرعية في اليمن.