حظي وصول الدفعة الأولى من أسلحة الهبة السعودية إلى لبنان بإشادة كبيرة من كل القوى السياسية اللبنانية، وأشار سياسيون إلى أن بدء وصول الأسلحة "مثَّل ضربة كبرى للأبواق التي بدأت تشكك في وصولها". وأضافوا أن الأسلحة الحديثة التي وصلت إلى الجيش والتي سيتوالى وصولها خلال الفترة المقبلة تشكل إضافة كبيرة للجيش اللبناني، وتعينه على مواجهة الأعمال الإرهابية التي تواجه لبنان. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق إلياس المر في بيان "نرحب بشدة بوصول طلائع الهبة العسكرية السعودية إلى لبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يواجه فيها الجيش اللبناني والقوى الأمنية تحديات كبيرة أبرزها محاربة الإرهاب. ومع تسلم الجيش اللبناني الدفعة الأولى من الأسلحة لا يمكننا إلا أن نتوجه بخالص الشكر إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على حرصها الدائم على لبنان منذ ما قبل اتفاق الطائف وبعده، وصولا إلى اليوم، إذ برهنت بالملموس وفي كل المحطات مدى إيمانها بالتجربة اللبنانية، وتمسكها برسالة العيش المشترك، ووقوفها إلى جانب اللبنانيين في أزماتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية من خلال هبة ال4 مليارات المقدمة إلى المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية". ومضى المر بالقول "المملكة أخرجت لبنان من الحرب الأهلية في عامي 1989 - 1990، ومنعت الإرهابيين أخيرا من الدخول إلى لبنان لضرب استقراره وإعادة شبح الحرب إلى ربوعه، وشكلت ما بينهما مظلة أمان دائمة للبنان واللبنانيين. لذلك لا يمكننا إلا أن تمني كل الخير للمملكة، ونؤكد مدى تمسكنا بدورها الإيجابي على مستوى المنطقة ولبنان". وأشار المر إلى أن بدء وصول الأسلحة يرفع الروح المعنوية للجيش ويجعله أكثر رغبة في دحر الإرهاب. بدوره، عدّ النائب مروان حمادة أن تسليح الجيش اللبناني "هو بداية سحب سلاح ميليشيا حزب الله". مشيرا إلى أن وصول الدفعة الأولى من السلاح يؤكد تصميم المملكة على الاستمرار في الوقوف إلى جانب لبنان". من جهة أخرى، استهجن عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي استمرار حملة حزب الله على المملكة العربية السعودية ومحاولة الإساءة إلى رموزها، رغم كل ما قدمته من مساعدات للبنان طوال سنوات الحرب، من ودائع وأموال تقدر بمليارات الدولارات، كذلك إسهامها في إعمار الضاحية بعد حرب 2006، إضافة إلى الهبة الأخيرة التي قدمتها لتسليح الجيش والبالغة 4 مليارات دولار. واستغرب عراجي في تصريحات صحفية إطلاق نصرالله اتهامات يمينا وشمالا، "وكأنه فاقد لصوابه ومتناسٍ وجود أكثر من ربع مليون لبناني يعملون في السعودية". وأضاف أنه لا يفهم لماذا يريد نصرالله التدخل في اليمن، ولماذا هذا الدفاع المستميت عن مصالح إيران على حساب الإساءة للبنان وللبنانيين؟ ولماذا وصل إلى هذه الدرجة من التوتر والانفعال؟ واستبعد عراجي ردة فعل سعودية على خطاب نصرالله، لأن السعوديين لن ينزلقوا إلى هكذا مستوى، عاداً أن خطابه الأخير أوجد شرخا في الشارع الإسلامي بين السنة والشيعة، وهذا ما انعكس سلبا على ترسيخ الخطة الأمنية في البقاع التي تراجعت مفاعيلها بنسبة كبيرة، خاصة أن الحزب أوعز للمطلوبين الكبار مغادرة المنطقة قبل انتشار الجيش في البقاع. كما استغرب الحديث عن خطة أمنية في الضاحية الجنوبية لبيروت في ظل سيطرة وجود "حزب الله"، إلا إذا كان هناك بعض المعارضين ويريد الحزب التخلص منهم.