عكست مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز تقديم مساعدة إلى لبنان بثلاثة بلايين دولار لتقوية قدرات الجيش اللبناني، ارتياحاً لبنانياً كبيراً، واعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، أن «مبادرة خادم الحرمين الشريفين السخية تجاه لبنان والجيش اللبناني شكلت حدثاً كبيراً ومهماً ومفصلياً لم يكن متوقعاً وستكون له آثار إيجابية كبرى على مسيرة حماية لبنان وإقداره على مواجهة التحديات والأخطار الأمنية والتهديدات الإسرائيلية، وفي هذا التوقيت بالذات الذي يعاني فيه لبنان من ظروف صعبة ودقيقة». وقال في تصريح: «إن هذه المبادرة السعودية لم تكن المبادرة الأولى تجاه بلدنا، بل إن ما أعلن عنه بالأمس يأتي استكمالاً لمسيرة طويلة من الدعم السعودي لاستقلال لبنان وسيادته ودعم الدولة ومؤسساتها الشرعية ودعم استقراره الاجتماعي والاقتصادي. وقد شكل الدعم السعودي المقدم للبنان على مدى التجارب والسنوات السابقة عاملاً أساسياً من عوامل صمود لبنان واستقراره في وجه الأعاصير التي واجهها وما زال يواجهها منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي». وأشار السنيورة إلى أن «المملكة وقفت مع لبنان إبان الغزو الإسرائيلي عام 1982، ولعبت عبر الرئيس الشهيد رفيق الحريري دوراً كبيراً وسريعاً وفعالاً في جهود إعادة الإعمار وفتح الطرق وإصلاح البنى التحتية وتحريك عجلة الاقتصاد اللبناني لكي يتمكن لبنان من العودة إلى الحد الأدنى من الوضع الطبيعي بعد ذلك الاجتياح»، لافتاً إلى أن المملكة «استمرت بعد ذلك في دعم لبنان واستقلاله ونموه وتطوره، وهي التي رعت التسوية الوطنية وإعادة تجديد الميثاق الوطني اللبناني عبر رعايتها اتفاق الطائف الذي أخرج لبنان من المحنة المدمرة ورسم لهذا الوطن آفاقا جديدة ضمن محيطه العربي ومع العالم، ما سمح بانطلاق مسيرة إعادة إعمار كل لبنان وقلب بيروت وإعادة بناء مؤسساته بعد أن دمرها القتال المتمادي على مدى سنوات المحنة الطويلة». أضاف: «كذلك فقد وقفت المملكة مع لبنان واللبنانيين بشكل قاطع وحاسم في مواجهة العدوان الذي شنته إسرائيل على لبنان في العام 2006، حيث كانت المبادر الأول والداعم الأساسي في تقديم العون والغوث السريع وفي إعادة بناء ما هدمه العدوان الإسرائيلي... إضافة إلى ذلك، فقد دعمت المملكة قطاع التعليم والمؤسسات الأمنية، وفي طليعتها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، بما مكنهما من التزود بلائحة طويلة من المعدات والتجهيزات». وأكد «أن هذا الدعم والاحتضان للبنان واللبنانيين من المملكة العربية السعودية ولقادة المملكة لم يسبقه أو يتبعه شرط أو منة»، مؤكداً: «لهذه الأسباب، تأتي المبادرة السعودية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية خطوة كريمة تؤكد بما لا يقبل الشك انحياز المملكة وعاهلها خادم الحرمين الشريفين إلى جانب لبنان واللبنانيين وإلى جانب الدولة الواحدة بكل مؤسساتها الشرعية». فريد مكاري: ليس حدثاً عادياً وسأل نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري: «كيف توفق قوى 8 آذار بين إصرارها على معادلة الجيش والشعب والمقاومة، مع أننا في 14 آذار لسنا أبداً مع هذه المعادلة، وبين الهجوم المنظم لعدد من الأطراف المنتمية فيها على استجابة المملكة العربية السعودية لطلب تسليح الجيش اللبناني من دون أي شروط؟». وقال: «إني استغرب هذه الحملة المنظمة التي لم توفر رئيس الجمهورية ميشال سليمان ولا أفهم لماذا هذه الضجة السياسية المفتعلة ضد دولة عربية شقيقة بادرت مشكورة إلى تلبية طلبات تسليح الجيش الذي هو جزء من المعادلة المثلثة للذين يقودون الحملات». وأضاف: «لا أعرف أين تكمن المشكلة، ولماذا كل هذه الحملات التحريضية على المملكة العربية السعودية. هل لأنها استجابت لطلب تسليح الجيش هذه الاستجابة التي كشفت نياتهم بأنهم مع الجيش قولاً لا فعلاً وأن لا مكان عندهم لمشروع الدولة؟». واعتبر النائب مروان حمادة في تصريح، أن «إعلان رئيس الجمهورية خطة ضخمة لتسليح الجيش اللبناني بمساعدة سعودية مشكورة، ليس حدثاً عادياً، ولا الهبة السعودية هي عادية». وقال: «لقد أطلق الرئيس ميشال سليمان التطبيق العملي لإعلان بعبدا وللخطة الدفاعية المنشودة التي طالما دفع بها حزب الله إلى غياهب المجهول حفاظاً على سلاحه غير الشرعي. هكذا، وللمرة الأولى تعود القضية اللبنانية إلى مرتبة مميزة في الأجندة الدولية وتحظى باهتمامين عربي ودولي يذكرنا بمفاصل تاريخية بدأت باتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الأهلية، ثم بالقرار 1559 الذي أنهى الوصاية السورية وأبطل فعلياً، على رغم تصويت قسري، تمديد عهد (الرئيس السابق) إميل لحود. كما تذكرنا المرحلة بصدور القرار 1701 الذي أنهى ما سمي دور المقاومة في مواجهة إسرائيل، بحجة مزارع شبعا الواهية وبهدف السطو على لبنان. وتتواصل مع القرار 1759 الذي أقام المحكمة الدولية، التي ستبدأ بعد أيام بمحاصرة القتلة وأوليائهم». ورأى أن «إعلان بعبدا، والآن الاتفاق السعودي– الفرنسي– اللبناني، يضعان حداً لتسلط سلاح حزب الله على لبنان وسورية. وقد تنضم إيران روحاني، إذا صفت نواياها، إلى هذا الدور الدولي المتجدد». وتابع: «إذ نحيي رئيس الجمهورية ونعتز بإنجازه وندعوه إلى تجاوز واحتقار الكلام الصادر عن مهنيي الشتيمة، نتقدم أيضاً من الملك عبد الله بالشكر على دوره الرائد في العالم العربي، من سورية إلى مصر، إلى لبنان الآن. وكما أعادت المملكة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية، وإعمار لبنان بعد عدوان تموز (يوليو)، ها هي تعيد بناء المؤسسات اللبنانية، وخصوصاً الأكثر تعرضاً لمؤامرة السلاح غير الشرعي، وهي الجيش». ورأى أن «المرحلة المقبلة التي تلوح في الأفق هي حكومة فاعلة غير استفزازية، وانتخابات رئاسية يقوم النواب فيها بواجبهم الديموقراطي الكامل، وتطبيق الخطة الدفاعية الوطنية التي تعيد مسلحي حزب الله من سورية، وتعيد سلاحه إما إلى أوليائه أو إلى الجيش اللبناني». واعتبر عضو «كتلة المستقبل» النائب جان أوغسابيان أن «المكرمة السعودية لدعم الجيش اللبناني أتت رداً واضحاً على كل الاتهامات التي طاولت المملكة العربية السعودية بأنها تمول الإرهاب في لبنان». وقال: «المملكة مصرة على تقوية الجيش اللبناني، وهذا الموضوع يصب في خانة مواقف وتوجهات 14 آذار بحصرية السلاح بيد الجيش، وجعله قادراً على تحمل مسؤولياته، سواء على الحدود أم في الداخل اللبناني». وثمن عضو «جبهة النضال الوطني» النائب نعمة طعمة في تصريح، «المكرمة السعودية التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين، دعماً للبنان وللجيش اللبناني ولمسيرة السلم الأهلي والاستقرار الذي تحرص عليه المملكة». سلهب: للتعاطي بإيجابية مع الهبة السعودية وأكد عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب سليم سلهب، أنه «لا يمكن التعاطي إلا بإيجابية مع الهبة السعودية، وخصوصاً بعد كلام رئيس الجمهورية عن أن الهبة يمكن أن تسلح الجيش وتدربه وتؤمن له الصيانة»، آملا بأن «تسرع الاتصالات السعودية الفرنسية المشروع الدفاعي والتسليحي للجيش الذي أقره مجلس الوزراء». وشكر رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار السعودية على «الهبة السخية للجيش اللبناني»، لافتاً إلى أن «هذا الدعم يأتي في سياق دعم السعودية الدائم للدولة اللبنانية ولمؤسساتها وعلى رأسها المؤسسة العسكرية»، معتبراً أن «الخطوة التي أقدم عليها الملك عبدالله بن عبدالعزيز تظهر مدى حرص القيادة السعودية على ترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان، خصوصاً في ظل الأوضاع المضطربة في البلدان المحيطة به»، مثمناً «الجهود التي بذلها الرئيس سليمان الذي عمل منذ بداية ولايته ولا يزال لغاية اليوم مع جميع الجهات الدولية والعربية لتوفير الدعم المطلق للجيش وللمؤسسات الأمنية الشرعية». ونوه «منتدى بعبدا» بجهود سليمان للحصول على مساعدة سعودية للجيش بثلاثة بلايين دولار بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز». وأشاد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بتبرع المملكة العربية السعودية. وقال: «كعادتها المملكة، وكعادته خادم الحرمين الشريفين كبير بين الكبار وحكيم في مقدمة الحكماء والعقلاء، وسيد وملك في كل مشاريعه ومواقفه من دون استثناء، وتأتي هذه المكرمة الملكية الندية عبر تبرعه بمبلغ ثلاثة بلايين دولار لتسليح الجيش، بحجم محبته للبنان، والتي تلقى عند اللبنانيين عامة العرفان والامتنان لأنها تصب في أولويات سعيهم لبناء دولتهم القوية الرادعة».