إن الظلم مهما طغى وبغى وطال فلا بد له أن ينجلي، ولا بد لسواد الظلمات أن ينقشع ويتبدد، ومهما تجبروا الطغاة وتكبروا وتسلطوا لا بد لهم أن يتساقطوا كتساقط حبات الحجارة من أعالي الجبال الشاهقة المتحجرة، والطغاة مصيرهم مهما عاثوا في الأرض فسادا أن يأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، فيهلكهم ويجعلهم عبرة للأمم وخاب كل جبار عنيد. فمن صنع الطغاة إذن؟ هل حقا كما يُقال (إنّ الشعوب هي التي تصنع الطغاة) أم أن الطغاة أجبن مما نتخيل، حيث إن الشعوب إذا بلغ منها الخوف ما بلغ ورضيت بالظلم والجوع أعطت الطاغية الاستمرار في الطغيان، وقادت أنفسهم إلى الهلاك. كما ظن شعب اليمن أن الخائن - على عبدالله صالح - كان ينتج لهم عسلا، أو يزرع لهم زهرا، أو يرفع لهم نورا، وهو قد دمر كل شيء جميل في اليمن، وقد اعترف في تسجيل صوتي له بأنه من أمر بتدمير اليمن وبأيدي الشعب أنفسهم. ولهذا يجب منع هذا الخائن من التصرف بالأموال التي سرقها منذ سنوات، وهي ملك للشعب وتجميدها ومصادرتها وإعادتها إلى الشعب الفقير، فكم من حقوق تسرق، وكم من باطل تحقق، وكم من عدل أبطل، كل ذلك بسب تلميع فقاعات الكذب حوله، فيتربع على العرش سنوات مريرة وأعواما مديدة، وتكبر معه نفائس الغطرسة والغرور، فعلا مأساة بكل اللغات، مأساة حين يصدقه الشعب، مأساة حين يخون ويدمر اقتصاد وطنه ويفسد ويستبد، ويتسبب في موت الملايين من شعبه، فشرع هو وأمثاله من الطغاة لقومهم شرائع وقوانين ودساتير ما أنزل الله بها من سلطان، وازداد في عقولهم جنون العظمة حتى ظنوا أنهم من أصفياء الله في الأرض، وقاموا بتقطيع الألسن التي تمارس الهجاء ضدهم وذبح من خالف رأيهم بالسيف ليلا ونهارا سرا وجهارا. والعجيب أن بعض ردة فعل الشعوب لذلك أنهم يرقصون فرحا بمنظر الدماء والفقر والجوع. ولكن في النهاية سوف ينهار كل طاغية، كما انهارت أنظمة واقتصاديات كثير من الدول، وكما تساقط الطغاة على مر العصور، وهذه سنة الله في الطاغين يتساقط واحد تلو الآخر، فقد أهلك الله كثيرا من الطغاة وجعلهم عبرة عبر التاريخ.