يحق للشعب العراقي الشقيق ان يفرح.. ويحق لابنائه ان يملأوا شوارع بغداد بالزغاريد وعبارات الفرح على اختلافها.. فقد سقط طاغيتهم الذي اذاقهم الويل والعذاب طيلة عقود ثلاثة مظلمة كانت سوادا قاتما في تاريخ العراق الوضيء والمشرق.. فسقوطه لا يمثل نصرا للعراقيين فحسب، ولكنه يمثل نصرا لكل الشرفاء في العالم.. فها هو رمز كبير من رموز الارهاب والطغيان يتهاوى بعد ان تكبر وبطش ومارس كل اشكال الجبروت المعروفة وغير المعروفة، فقد تسبب هذا الطاغية في مقتل الالاف من العراقيين والايرانيين والكويتيين وغيرهم، ولو سمح له بالاستمرار في التربع على كرسيه المهزوز لدمر جيرانه باسلحته الكيماوية التي كدسها في العراق في انتظار اللحظة المواتية لاشعال حرب جديدة ضد جيرانه. ان سقوط هذا الطاغية يمثل درسا لكل طغاة الارض بان نهايتهم وشيكة وحتمية فمهما امتد الظلم فلابد له من خاتمة وهذا مثال جديد لطاغية تهاوى عرشه بعد ان تجبر على العالمين وحاول ان يبطش بكل دول العالم وليس جيرانه فحسب، فالخطط التي كانت تدور في رأسه رهيبة، وحلمه في التوسع من خلال شن حروبه العدوانية على جيرانه ممتدة وطويلة، ولكن المولى جلت قدرته شاء ان يريح العالم من شروره فكتب نهايته المفرحة التي اسعدت العالم بأسره.. فليس العراقيون وحدهم من عانوا من ظلمه وغطرسته وتجبره.. بل عانى من ذلك العديد من الاقطار والامصار. في الشرق والغرب فصدام حسين طاغية تمرس على شن الحروب وتمرس على الظلم وتمرس على خنق الحريات وكتم الاصوات الصادقة.. فكانت نهايته مخزية.. وهي ليست اقل خزيا وعارا من هزائمه المتلاحقة خلال حروبه الخاسرة التي شنها على جيرانه وعلى شعبه الذي نكب بزعامته المجنونة. لقد آن للشعب العراقي اليوم ان يتنفس الصعداء ، وان يبني نفسه من جديد معتمدا على الشرفاء من شعب العراق الابي الحر.. ومبعدا من صفوفه كل الخونة الذين كانوا (يردحون) للطاغية المهزوم.. فالعراق اليوم بحاجة الى المخلصين الاوفياء الذين بامكانهم ان يقولوا كلمة الحق دون خوف او وجل.. والذين بامكانهم ان يمارسوا حريتهم على اوسع نطاق.. فقد زهق ذلك الطاغية الذي اذاقهم الأمرين من العذاب والنكال والقهر.. وجاء الوقت الذي بامكانهم فيه ان يتحسسوا رؤوسهم جيدا.. ويدركوا انهم مازالوا على قيد الحياة.. قبل ان يحصد رؤوسهم جلاد بغداد الذي مارس معهم ابشع اشكال الذل والطغيان والجبروت. الفرحة بسقوط طاغية بغداد لا تشمل العراقيين فحسب، بل انها تشمل كافة العرب والمسلمين بل تشمل العالم بأسره.. فقد اراح هذا الطاغية واستراح حين القبض عليه لتقول كلمة العدالة الكلمة الفصل فيه و في طغيانه الذي لم يمارسه طاغية في العالم من قبل. "مراقب"