حذر اختصاصيون وأساتذة جامعات مما تقوم به ميليشيات التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة، من خلط للمعلومات المؤكدة وإلباسها بصور ومفاهيم مغلوطة، ونشر صور قتلى وأطفال مشوهة تعود إلى صراعات في سورية وغزة وزعم أنها تعود إلى أطفال يمنيين قتلوا بنيران طائرات التحالف في إطار عملية "عاصفة الحزم". ودعوا كل من تصله مثل هذه الرسائل المشبوهة المغرضة إلى التخلص منها وحذفها وعدم إعادة إرسالها، وأن يكونوا عونا للوطن من خلال دعم معنويات الجنود الموجودين في جبهات القتال. توظيف برامج مضرة ويرى أستاذ علم النفس الجنائي ورئيس الدراسات الأكاديمية بكلية الملك فهد الأمنية الدكتور ناصر العريفي أن عاصفة الحزم وجدت لإعادة الشرعية للحكومة اليمنية التي أرغمت على التخلي عن سلطاتها، بسبب ميليشيات الحوثي، مضيفا أن هناك جهات مشبوهة تشن حروبا عبر توظيفها البرامج والصور الملفقة، والمقصود بها أن تفقد الدولة مصداقيتها بين مواطنيها ومجتمعها، ومن المعروف للعالم أن هذه الأفعال غرضها الأول هو إثارة الفوضى بدول الخليج الآمنة، وزعزعتها، لذلك لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت تبث ما يسيء إلى دول الخليج، للتأثير النفسي عبر أساليب، منها بث صور مركبة ومشوهة لأطفال قتلوا في مواقع أخرى من العالم. وهي دعاية يقصد منها بث الكراهية والبغض للدولة التي تسعى إلى نشر السلام، وليست لها عداوات مع أي من دول العالم". ومضى العريفي بالقول "هؤلاء يسعون إلى إثارة المجتمع ونشر التوتر، وتثبيط معنويات الجنود، وأتمنى أن تقابل هذه الحملة المسعورة بحملة مضادة، تشارك فيها المؤسسات الحكومية والمجتمعية، وتوضح غرض وهدف العمليات التي تشنها عاصفة الحزم". فبركة وتزييف من جانبه، يفسر المحلل والناشط السياسي الدكتور عادل باشراحيل ما يقوم به نظام الحوثيين من نشر صور مفبركة وإشاعات مغرضة بقوله "الإعلام الحوثي لا يستحي من أفعاله التي أوقعت اليمن في مشكلات هو في غنى عنها، فهو إعلام موجه لتحقيق أهداف مشبوهة، ويدعمه النظام الإيراني الذي يدفع بالأكاذيب عبر المنابر والميادين ومواقع التواصل، والقنوات الفارسية المتسترة بقناع العربية التي أعطيت مساحات كبيرة للفبركة وعمل المونتاج لصور مقتبسة من حروب سابقة، وأحداث وقعت في بلدان أخرى". وأضاف "هناك عصابات إلكترونية حوثية تم تدريبها على أيدي الحرس الثوري الإيراني، وهي تسعى إلى تشويه عمليات عاصفة الحزم عبر الإشاعات المغرضة، لكن المطلوب ممن تصله مثل هذه الترهات والخطرفات أن يبادر فورا إلى حذفها فورا، وعدم الإنصات لها، وعدم إعادة بثها، لأن مثل هذا الفعل يوقع صاحبه تحت طائلة المساءلة القانونية، حسب التوجيهات الأخيرة". انتفاء المواطنة بدوره، يؤكد الأستاذ بجامعة نايف للعلوم الأمنية الدكتور بركة الحوشان أن الهدف من حروب المعلومات ونشر الصور الكاذبة عن قتلى وضحايا هو زعزعة وإرباك عقل المواطن السعودي، أي أنها معركة تستهدف معنوياته لا ممتلكاته، إذ إن ميدانها هو الشخصية وتستهدف إضعاف الفكر والعقيدة ورفع معنويات الأعداء. وأضاف "نشر الصور والإشاعات المغرضة وقت الحرب هو نوع من الخيانة، لأنه يتعارض مع المواطنة التي هي اتجاه إيجابي يتحقق بالانتماء والولاء، والارتباط بالوطن وقت المحن والأزمات، وعلى كل مواطن أن يدرك أهمية المعايير والقيم الواجب التزامها في هذا الوقت الذي ترد فيه المملكة بردع القوات المعتدية من الحوثيين وغيرهم من أعداء الوطن". وفي السياق ذاته، يشير وكيل كلية العلوم الاجتماعية وأستاذ علم النفس المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد عبدالله المطوع أن نقل الصور الخاطئة أو الإشاعات يؤدي دورا خطرا في مختلف المجتمعات، لأنها تؤثر في الأمن والاستقرار، لا سيما في فترات الحروب، وتابع "نقل أو إطلاق الصور والتسريبات الخاطئة يعد سلوكا عدوانيا ضد المجتمع، وتعبيرا عن بعض العقد النفسية المترسبة في العقل الباطن، وهذا السلوك العدواني ربما ينجم عنه أفعال مباشرة ويتحول إلى نوع من الشذوذ في القول والعمل". استهداف الرأي العام ومضى بالقول "هذا الأسلوب هو سلاح يستخدمه الأعداء في وقت الحرب، لبث روح الفرقة والفتنة وسط صفوف الشعب، من أجل إضعافه والتأثير في مواقفه الوطنية. فهي تعمل على بعثرة الصفوف وتضارب الآراء وزعزعة إيمان الشعب بمبادئه وقيمه، من أجل إرباك صانعي القرار، ومن الآثار العامة للإشاعات على المجتمعات إضعاف الروح المعنوية، وتدمير البنية التحتية للمجتمعات، والإسلام لا يرضى عن اختلاق الإشاعة الكاذبة أو تسريب معلومات خاطئة لأن فيها ضررا وفتنة وتضليلا للناس". أما أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم الزبن فيقول إن نشر مثل تلك الصور يهدف به إلى تشويه صورة عاصفة الحزم وسط المواطنين والرأي العام، وتابع "تتحرك الإشاعة المصورة في ظروف الحروب وتصبح أداة خطرة للتأثير في الرأي العام، وربما توظف لإيجاد بيئة داعمة لتيار دون آخر. وتزداد الخطورة عندما تصبح الإشاعة وسيلة لإثارة الفوضى، ونشر الرعب والخوف بين المواطنين، لإحداث الارتباك بين الأشخاص وجعلهم يبحثون عما يحميهم حتى ولو كان ذلك يؤدي إلى تنازلهم عن القيم التي يؤمنون بها. ودعا الزبن كل المواطنين السعوديين إلى عدم التعاطي مع تلك الإشاعات المغرضة ورفض التعامل معها، ودعم الجنود معنويا.