جدة- بخيت الزهراني – حماد العبدلي – حمود الزهراني – غفران ابراهيم من أخطر ما تواجهه الشعوب خلال الأزمات هو انطلاق حرب الاشاعات التي تحاول بث مجموعة من الشائعات المضللة التي تروج لأفكار تؤثر على أمن واستقرار المجتمع.. ومن الاهمية بمكان مواجهة هذه الحرب التي يتعرض لها مجتمعنا في اللحظات الحاسمة التي تخوض فيها قواتنا المسلحة عمليات (عاصفة الحزم) ,كيف نواجه هذا المرض الاجتماعي وهو الشائعة.. وكيف نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة التي تقف دائما بجانب الحق لتعيده إلى اصحابه الحقيقيين. خطر الشائعات: في البداية قالّ المستشار والباحث في الشؤون الإسلامية والاجتماعية الأستاذ سلمان بن محمد العُمري عملية "عاصفة الحزم"، قرار تاريخي شجاع اتخذته المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية؛ لنجدة الشعب اليمني وقيادته الشرعية مما يتهددهم، بعد أن تعرضت بلادهم للدمار والتخريب على أيدي المليشيات الحوثية الباغية، ورفضها لغة العقل وعدم استجابتها للجلوس من أجل الحوار وحل المشاكل التي تنذر بالانزلاق إلى الحرب الأهلية ونشر الفتن الطائفية والفوضى والنيل من كيان الجارة الشقيقة اليمن واستقرارها ووحدة أراضيها. وقال: إن هذه العملية جاءت في وقتها بعد أن تمادت هذه المليشيات الإرهابية في عدوانها واشتدت في طغيانها واستبدت في استكبارها، وعاثت في أراضي اليمن فساداً وخراباً وتدميراً، مستولية على المرافق الحكومية باستخدام السلاح، مهددة أمن المنطقة برمتها ومنذرة بالخطر وانفراط عقد الدولة وتفككها، تدعمها أجندة خارجية ومخططات عدوانية لجهات أجنبية تسعى في زعزعة أمن العالم الإسلامي وتفتيت قوته وتشتيت وحدته وتمزيق صفه تحقيقاً لأطماعها الاستعمارية ونواياها التوسعية، كما جاءت كرد فعل قوي تجاه هذا التدخل الخارجي في المنطقة العربية، واستجابة لاستغاثة الجار عملاً بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم. وأشار الأستاذ سلمان العُمري أن عاصفة الحزم رسالة بليغة لمن يحمل الغدر والخيانة تجاه الوطن، وهو استمرار لجهود المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي في دعم الشرعية باليمن، وتلبية لنداء الرئيس اليمني وشعبه ضد المتآمرين في الداخل والطامعين في الخارج، وأن خطوة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في تلبية نداء الشرعية هو في إطار قانوني، وهو موقف حكيم ومشرف ومساند للأشقاء اليمنيين تؤيده المصالح العليا. كما أن قرار التدخل العسكري لإنقاذ اليمن من التمزق والتفكك قرار ليس بمستغرب على المملكة، رائدة العالم الإسلامي في نصرة قضايا المسلمين والاهتمام بشؤونهم، مؤكداً أن ذلك القرار سيسطره التاريخ بمداد من ذهب في سجل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، وفي سجل دولة التوحيد التي لا تتوانى ولا تتأخر عمن يطلب المساعدة والعون والنجدة، متقدمة الصفوف لإنقاذ شقيقاتها من الدول الإسلامية والعربية وقت الأزمات والمحن. وأضاف:"ولاشك أن التأييد والتعاون الذي وجدته عملية "عاصفة الحزم"، من قيادات الدول الإسلامية والعربية وإعلان مساندتهم جهود المملكة في تطهير اليمن من بؤر الإجرام والإرهاب يعكس مكانتها في العالم، ويجسد حرصها على أمن واستقرار دول الجوار ورغبتها في توفير أقصى درجات الأمان والاطمئنان للحرمين الشريفين وتأمين حدود هذه البلاد المباركة مهوى أفئدة المسلمين ومقصد الحجاج والمعتمرين، لأن أمانها أمان للعالم الإسلامي بأسره، كما أن أمن اليمن هو جزء أصيل من أمن دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية عموماً، وهذا الأمن يأتي كأولوية قصوى للاستقرار فيها". وأوضح الأستاذ سلمان العُمري أن الحوثيين امتداد لفكر منحرف يخرج بين الحين والآخر، يصيب الأمة بطعون مؤلمة، والله سبحانه وتعالى دائماً يرد كيد الظالمين في نحورهم، ويوقعهم في شرور أعمالهم، وتكون عاقبتهم السوء في هذه الدنيا، وما عند الله في يوم الفصل أشد وأعظم، وأنه لحري بالعلماء والدعاة وطلبة العلم مواصلة بيان خطر الحوثيين على الإسلام والمسلمين وكل ما يمس عقيدة الإسلام ونشر ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي والتنبه والتحرك ضد المشروع الصفوي الذي بات يحيط بأهل السنة في كل مكان. وبين العُمري أن المواطن شريك أساسي في (عاصفة الحزم) وذلك بالوقوف صفاً واحداً مع قيادته الرشيدة وجنودهم البواسل، بل والدعاء لهم في صلواتهم، والعمل على توحيد الصفوف وتماسك الجبهة الداخلية، والحذر عما يسبب تفريق الصف، وزعزعة الأمن والاستقرار. من خلال الشائعات وتناقل ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي التي تطورت في هذا العصر بشكل مذهل، فأصبح من السّهل جداً اختلاق الأكاذيب، واختراع الإشاعة، وتناقل الأخبار بالصوت والصورة. وهذا يوجب من الإنسان العاقل أن يحذر كلّ الحذر من هذه المواقع، وألاّ يقبل كل ما يرد فيها، ويحمله على محمل الصدق – وهذا ما يفعله كثير من الناس، مع الأسف، نظراً لقلّة وعيهم بمخاطر هذه المواقع، فتراهم يتهافتون على ما تنشره من إشاعات كاذبة، وفي كثير من الأحيان تكون الشائعات تمسُّ بأمن الوطن، وبالوحدة الوطنية، وتثير الفتنة بين أفراد الشعب، مما تكون له نتائج وخيمة، خاصة وأن تناقل الأخبار المصيرية من غير تأكد وتثبت منها من صفات المنافقين، قال تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ). ودعا سلمان العُمري في ختام تصريحه الله، عز وجل، أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وإخوانهم قادة دول مجلس التعاون الخليجي لما فيه الخير والسداد للأمتين العربية والإسلامية، كما سأل المولى عزل وجل أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار، وأن يديم عليها نعمة الأمن والإيمان والسلام والاستقرار والرخاء والنصر والتمكين الدائم بإذن الله. تحري الدقة إعلامياً: فيما حذر الدكتور سعيد بن مسفر المالكي الاستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز من خطر بث الشائعات المغرضة على أمن واستقرار المجتمع وقال:" الشائعات تروج من اشخاص هدفهم نشر سمومهم في زمن تعدد وسائل الاتصال الحديث وخاصة الواتساب وتويتر والفيس بوك.واهاب الدكتور المالكي بمن يمتلك الآلة الإعلامية أن يخرج للناس بالأخبار الصحيحة الموثقة حتى يقطع دابر الشائعات ويقطع على الناس طريق الوقوع فيها، وعلى وسائل الإعلام تحري الدقة، وعدم الوقوع في نقل اخبار مغلوطة الهدف منها إثارة البلبة ونقل الأخبار بلا تروٍ، فالإنسان مسؤول أمام الله عن لسانه وما يخطه بنانه قال تعالى: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أُولئك كان عنه مسؤولاً" وقال تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً." لا يمكن تصديقها: الإعلامي مصطفى الفقيه يرى إن الشائعة مرض اجتماعي خطير، ومن تعريفاتها أنها قضية أو عبارة مقدمة للتصديق تتناقل من شخص إلى شخص دون أن تكون لها معايير أكيدة للصرف.وقال:" المطلوب من كل واحد من أفراد المجتمع أن يتقي الله في نفسه وليعلم أن الله يراقبه ويعرف ما يقوله ويفعله مصداقاً لقوله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (كفى المرء كذباً أو إثماً أن يحدث بكل ما يسمع). بالقول: إن الشائعة في واقع الأمر خطيرة على المجتمع حيث أنها تؤدي إلى انعدام الثقة المتبادلة بين الناقل والمنقول، وتلوث الذمم والألسنة.وهي تتنامى مع الازمات كالحروب والحوادث.ونبه الفقية ان لا أحد يلتفت لكل مايقال عبر أية وسيلة اعلامية الا عن طريق مصادرها الرسمية0 هي حيلة الضعفاء0: وقال الاستاذ عبدالله الروسي الإعلامي وعضو الجمعية العمومية بالنادي الأدبي بجدة:" إن المطلوب هو العمل على دفن الشائعة، لا إلى نقلها والترويج لها، لأن ترديدها يزيد من انتشارها مع اضفاء بعض أو كثير من الكذب عليها، وكما قيل فإن كرة الثلج تكبر كلما دحرجتها".واضاف :" الواجب على المسلم ألا يحدث عن كل ما يسمعه ولا ينشره بين المسلمين، وان الناس لو لم يتكلموا بأية شائعة لماتت في مهدها، ولذلك فالواجب هو دفنها في مكانها".وقال:" إن من اسباب انتشارها ووجودها في المجتمع هو غياب المعلومة وشح المصدر الذي يوضح الحقيقة، ولو تم ايجاد الوضوح والشفافية بشكل أكبر فربما ينتهي اكثر من نصف الشائعة في المجتمع". تتنامى في الحروب: وقال ابراهيم البارقي رئيس تحرير صحيفة اشراق لايف الإلكترونية في معرض حديثه عن الشائعة:إن الشائعة لها ضرر كبير على المجتمع وكذلك أشبهها مثل فقاعة الصابون تعلو تنتفخ ثم تنفجر فتنتهي لكن يبقى أثر الصابون في الارض يمر عليه المارة يتزحلقون..يؤدي إلى كسور وغيرها" 0واشار البارقي ان الشائعة ظاهرة اجتماعية منذ بدء الخليقة ،فالشائعة وجدت على الأرض مع الإنسان وأن الأساطير ماهي إلا شائعات تجمدت على مر الزمن بل إنها استمرت وتبلورت في احضان كل حضارة وثقافة ولقد اهتمت الديانات السماوية بالشائعات وحرمة ترويجها ، فقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين). وفي أثناء الحرب العالمية الثانية، لاحظ عالما النفس ألبورت وبوستمان أهمية الشائعة، والشائعة المضادة، في التأثير في معنويات الناس وأفكارهم واتجاهاتهم ومشاعرهم وسلوكهم. كما لاحظا أن الشائعات تنتشر أكثر في وقت الأزمات والظروف الضاغطة، أو المثيرة للقلق، كالحوادث والحروب، والمصائب على مختلف أنواعها الاقتصاديّة والعائليّة والاجتماعيّة. ولاحظا أيضاً أنها تنتشر أكثر حين يكون هناك تعتيماً إعلامياً أو غموضاً. والشائعة كما وردت في موسوعة علم النفس، هي عبارة عن خبر أو قصة أو حدث يتناقله الناس بدون تمحيص أو تحقق من صحته, وغالباً ما يكون مبالغاً فيه بالتهويل غير الصحيح.لأنها تغلف بالغرابة والتضخيم وتكون ملاصقة للحدث مما يجعل السامعين يتجاذبون أطرافها، فالإنسان يميل لكل ما فيه غرابة وإثارة". آراء المواطنين: رجل الأعمال خليل بن مصوي تحدث ل(البلاد) قائلاً:"كل مواطن سعودي وعربي كان يتابع بثقة سياسة المملكة الراقية وسعيها الحثيث في تجنب التوغل الحوثي واقرار المصالحة ، وكانت المملكة مهندس المبادرة الخليجية التي سعت بكل صدق لاحلال السلام والحفاظ على وحدة واستقرار اليمن. اليوم وبعد أن اثبت الحوثي واسياده بأن لهم اجندة عدائية تقصي كل اليمنيين وتعتدي على ارواحهم وترهبهم وتمزق وحدتهم بقوة السلاح فقد وقفت المملكة كما كانت دوما في جانب الحق والعدل وحماية المستضعفين وكسر شوكة البغاة. ان حكومتنا أيدها الله تملك من الحلم والنفس الطويل ما يجعلها بحق قائدة العمل السياسي في العالم العربي والاسلامي ، واليوم تثبت أيضا انها قادرة بكفاءة على قيادة العمل العسكري وبكل اقتدار. لقد اشعلت المملكة بحملتها الساحقة الامل والفخر والاعتزاز في نفوس العرب والمسلمين بعد سنين من اليأس ، وبعد جولات من الفشل العربي وتسلمت لواء القيادة والصدارة بكل فخر فحق للمواطن السعودي ان يفخر بقيادته ومواقفها المشهودة. التهبت المشاعر الوطنية لدى كل المواطنين وهم يحلمون بالمشاركة المباشرة في كل عمل عسكري يقطع يد المعتدي ويكسر ارادة الباغي ويجمع الكلمة على الحق ورد المظالم لأصحابها. فدمت وطني قائدا شامخا تحمل لابنائك وجيرانك ومحبيك الخير ولاعدائك الردع والشر المستطير". سعيد بن عوض القحطاني تحدث قائلاً:" هي خطوة تحسب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حيث في دحره لهذه التنظيمات والمليشيات مع قوات التحالف وتتضمن عدة رسائل: أولا:تلبية لدعوة الجار اليمن السعيد،وعودة الشرعية لرئيسه. ثانيا:حفظا لحدود الوطن وما صدر منهم قبل عدة سنين في الحد الجنوبي. ثالثا: عودة اللحمة والهيبة العربية التي قادها بإطلاقه لعاصفة الحزم وبينت مدى اللحمة والوحدة التي كانت تحتاج لقائد يتبناّها ويقودها". نشر المغالطات والشائعات: وحذر المحامي والمستشار القانوني حمود بن فرحان الخالدي مما قد يقوم به البعض من محاولة لنشر المغالطات والشائعات الخاصة بالمهمات العسكرية ل ( عاصفة الحزم ) ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، ملوحاً بالعقوبات النظامية الصارمة التي ستطال كل من تثبت ادانته بترويج تلك الشائعات لما لذلك من إضعاف للروح المعنوية . كما أكد المحامي الخالدي من جهة أخرى ، على أن هناك عقوبات تنتظر مسربي الوثائق السرية والتي من ضمنها المعلومات العسكرية والتي قد تصل إلى السجن مدة لا تزيد على 20 عاماً، ولا تقل عن 3 أعوام أو غرامة لا تزيد على مليون ريال، ولا تقل عن 50 ألف ريال أو بهما معاً ؛ وذلك بموجب نظام عقوبات نشر الوثائق والمعلومات السرية وإفشائها الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/35) وتاريخ 8/ 5/ 1432ه. وأوضح الخالدي أن بث الشائعات الكاذبة عبر برامج التواصل الاجتماعي جريمة تستوجب العقوبة ، وأن مصدر الشائعة أو ناقلها محل مساءلة وملاحقة قانونية ، وأوضح أن مراكز الشرط وإدارات التحريات والبحث الجنائي تقوم بمباشرة الإجراءات الأولية في تلك القضايا ، إضافة إلى البحث والتحري عن مصدر وناقلي الشائعات بشكل دقيق. كما نوه المحامي الخالدي لما تحدث به المتحدث الأمني بوزارة الداخلية ، اللواء منصور التركي ، في وقت سابق ، حيث ذكر أن هناك أكثر من نصف مليون حساب وهمي بموقع "تويتر"، تدار من خارج المملكة ، وتتحدث في القضايا المحلية بالمملكة ، بهدف تشويش المجتمع والنيل منه والإخلال بالأمن عن طريق بث الشائعات. وطالب المحامي الخالدي التمسك باللحمة الوطنية وقيام أهل العلم بدورهم لتوعية الناس بما يجب عليهم فعله في مثل هذه الأحوال والمواقف من لزوم السمع والطاعة والسكينة وعدم ترويج الشائعات حفاظاً على أمن الوطن الذي يواجه حرباً معلنة وغير معلنة من متربصي الخارج ومن يدور في فلكهم .