أكد يمنيون أن محاولات الحكومة الإيرانية وتحركاتها في عدد من عواصم العالم بدعوى البحث عن حل سلمي للأزمة في اليمن يهدف في المقام الأول إلى إنقاذ حليفها الحوثي من الهزيمة، مشيرة إلى أن طهران التي فوجئت بالموقف السعودي القوي بشن عاصفة الحزم، والدعم الدولي الكبير الذي وجده هذا التدخل، دخلت في مأزق حقيقي، بعد أن وجدت عميلها الحوثي يقترب من الهزيمة الساحقة. وقال المحلل السياسي محمد نعمان إن إيران بدأت تتجول في عواصم المنطقة والعالم لإيجاد طريقة تساعد بها حلفاءها على تجنب الهزيمة، وتزايدت وتيرة التصريحات التي يطلقها السياسيون الإيرانيون هذه الأيام بالدعوة إلى الحوار، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "إيران أدركت أن سياسية التهديدات المبطنة التي كانت تتبعها في بداية اندلاع الأزمة لن تجد أي أثر وسط قيادة التحالف، وأن عاصفة الحزم تمضي في سبيل تحقيق أهدافها المرسومة بدقة، وأن عملياتها المكثفة ستضع حدا لقوات التمرد. كما فوجئت بالموقف القوي الذي أظهره عدد من دول العالم وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وباكستان، وتركيا بأن أمن المملكة العربية السعودية خط أحمر، لا يمكن مجرد التهديد بالمساس بها، فأسقط في يد قادتها، وأدركوا أن الأفضل لهم هو التراجع والانسحاب، فبدؤوا في محاولات جادة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة، وشرع قادتها يتسولون وساطة الدول الأخرى، تارة في سلطنة عمان وتارة في باكستان، إضافة إلى إبداء استعدادهم لتسهيل انطلاق الحوار بين المكونات اليمنية كافة". ومضى نعمان بالتساؤل "ألم يكن الأفضل للحوثيين وإيران الجلوس منذ البداية إلى طاولة المفاوضات، والاستجابة لدعوات الحوار المتكررة التي أطلقتها القيادة السعودية التي عرضت استضافتها، وتسهيل اتفاق الجميع على حلول وسطى؟ وهل كان هناك من داع لكل ذلك الخراب والدمار الذي أصاب اليمن، وأزهق أرواح مواطنيه، بسبب حسابات خاطئة لم تكن مستندة إلى أي معطيات يعززها الواقع؟". وأشار نعمان إلى أن إيران كانت تتوقع بسبب غرورها وعدم نفاذ بصيرتها السياسية أن مشروعها التآمري في اليمن سوف يتم تمريره بسهولة، وسيغض العالم العربي عن تدخلها كما حدث في سورية والعراق ولبنان، وتابع "الوضع في هذه المرة كان مختلفا، فالمملكة لا يمكنها بأي حال أن تقبل وجودا إيرانيا على حدودها الجنوبية، ولم يعد بإمكان قادتها الصبر أكثر من ذلك، فجاءت عمليات عاصفة الحزم التي كانت اسما على مسمى، إذ مضت في تدمير أهداف العدو المتآمر بكل حزم وقوة، وحققت في أيام قلائل الغالبية العظمى من أهدافها، وأوقفت عدوان الحوثيين على الشعب الأعزل، ودفعتهم إلى التحول من حالة الهجوم والاعتداء إلى موقف الدفاع عن النفس، والهرب في الأودية والجبال، بحثا عن ملاجئ آمنة، وبات الحوثيون على مشارف إعلان هزيمتهم رسميا، ما دفع ساسة طهران للمسارعة إلى طلب وساطة الدول الأخرى، لإيقاف عمليات عاصفة الحزم".