وجدت القرارات التي أصدرها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بإقالة ثلاثة من قيادات الجيش وتحويلهم للمحاكمة، ترحيبا كبيرا وسط اليمنيين، الذين اعتبروها مقدمة لإعادة تشكيل الجيش على أسس وطنية. وكانت "الوطن" أكدت في عددها أمس، نقلا عن السكرتير الصحفي لمكتب الرئاسة اليمنية، مختار الرحبي، أن الرئيس هادي بصدد إصدارات قرارات حاسمة، تقضي بتطهير الجيش من الخونة والعملاء، مشيرة إلى أن القادة الذين ستشملهم هذه القرارات تواطؤوا مع الانقلابيين الحوثيين، ووجهوا جنودهم بالانضمام إليهم. وأن هؤلاء القادة يدينون بالولاء الشخصي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وأضاف الرحبي أن الخطوة ستكون بداية خطوات أخرى، تهدف إلى إعادة تشكيل الجيش اليمني على أسس وطنية، حتى يقوم بأداء واجبه الوطني على الوجه المطلوب. ويقول مدير الإعلام في محافظة عدن، أبوبكر الجبولي في تصريحات إلى "الوطن": "هذه القرارات تمثل نبض الشارع اليمني الذي يريد أن يكون جيشه حاميا لترابه الوطني، وليس مدافعا عن أشخاص بعينهم، وأن يكون الولاء للوطن، وللأسف الشديد فإن الجيش اليمني عندما تم تشكيله لم تراع فيه جوانب الوطنية، والذود عن حياض الوطن، فالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح منذ أن أتى إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1978 سعى إلى أن يكون ولاء الجيش له بصورة شخصية، ولم يفعل ما يمكن أن يجعل الجيش مؤسسة وطنية مستقلة، كما هو الحال في كل دول العالم، فسارع إلى عزل كل الضباط الوطنيين، وتعيين محسوبين عليه في أماكنهم، وباتت كل القيادات العسكرية تنحدر عرقيا من منطقتين هما ذمار وسحنان، مسقط رأس المخلوع، حتى يضمن الولاء التام لشخصه". ومضى الجبولي بالقول "صالح لم ينكر أنه قام بهذا الدور المشين، بل تجرأ في أكثر من مرة وهدد معارضيه ورافضي حكمه باستخدام الجيش ضدهم، وقال صراحة في إحدى المناسبات إن الجيش اليمني ليس مسؤولا عن الدفاع عن حدود البلاد، بقدر ما هو مسؤول عن التصدي لمعارضيه. لذلك فإن خطوة الرئيس هادي الأخيرة بدأت في تغيير ولاءات الجيش وقياداتها وتحويلها إلى الوطن بدلا من الأشخاص. وظهر في الأزمة الحالية التي يمر بها اليمن أننا لا نملك جيشا وطنيا. لأن هذا الجيش نفسه كان ردع جماعة الحوثيين المتمردة ست مرات في السابق، عندما كان صالح على رأس الحكم، فما الذي حدث حتى تستبيح الجماعة نفسها البلاد وتقتحمها من دون أدنى مقاومة؟ والسبب واضح لكل شخص وهو أن قيادة الجيش باعت البلاد للحوثيين، توجيها لتعليمات المخلوع، ولم تكتف بذلك، بل تآمرت معهم وساعدتهم في الاستيلاء على بعض المناطق". وكان هادي أصدر في وقت متأخر من ليلة أول من أمس قرارا قضى بإقالة ثلاثة من كبار قيادات الجيش وإحالتهم للمحاكمة العسكرية، بسبب قيامهم بالتآمر مع قوات الحوثيين الانقلابية وإخلالهم بالواجب الوطني. وشمل القرار رئيس الأركان، اللواء الركن حسين ناجي خيران، ونائبه اللواء زكريا يحيى الشامي، وقائد قوات الأمن الخاصة العميد الركن عبدالرزاق المروني.