أكدت مصادر مطلعة أن النجاحات التي تحققها الضربات الجوية وتدميرها لقوة الحوثيين هي التي تدفع المتمردين إلى محاولة استدراج الائتلاف لإيقاف القصف الجوي وبدء العملية البرية، لذلك أشاعت استيلاءها على القصر الرئاسي في عدن، إضافة إلى افتعال مناوشات على الحدود السعودية، مشيرين إلى أن كل تلك الخطوات ما هي إلا محاولة يائسة لإيقاف القصف الجوي واستبداله بعملية برية. وقال المحلل السياسي محمد الغابري في تصريحات إلى "الوطن" "الضربات العسكرية المركزة التي وجهتها طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة قصمت ظهر الحوثيين، وبددت قوتهم العسكرية التي كانوا يعولون عليها، وحرمتهم من سلاح الجو الذي اعتدوا به في السابق على المواطنين اليمنيين. وقد أصابتهم الضربات الدقيقة في مقتل، حيث دمرت المخزون العسكري تماماً، إضافة إلى تحييد القوة الجوية، وباتت مظاهر الضعف بادية عليهم بصورة يشاهدها حتى المواطن العادي، لأن اعتداءاتهم على المدنيين توقفت إلى حد كبير". وطالب الغابري قوات التحالف العربي بمواصلة غاراتها الناجحة، مشيراً إلى أنها سوف تضع نهاية للتمرد الحوثي، وقال "الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف تستطيع أن تقضي تماماً على المتمردين الحوثيين، والفترة التي استغرقتها العمليات منذ بدايتها لم تتجاوز عشرة أيام، وهي فترة ليست طويلة في مثل هذه الظروف، ومع ذلك تمكنت من تحقيق معظم أهدافها، وأرغمت المتمردين على التراجع وكبدتهم خسائر فادحة، لذلك أرى أن محاولات الحوثيين التقدم نحو عدن وبقية المدن، هي محاولة يائسة حتى تظهر أمام مؤيديها بأنها تحقق تقدماً، إضافة إلى رفع الروح المعنوية المنهارة لجنودهم، الذين يواجهون صعوبة كبيرة على أيدي رجال القبائل والمقاومة الشعبية". وأشار الغابري إلى أن قدرة التصويب من الجو أصبحت أكثر دقة من ضربات مدافع الدبابات والصواريخ الأرضية قصيرة المدى، مؤكداً أن التطور العسكري الجوي يسمح للقوات الجوية بتحطيم الأهداف المرصودة للحوثيين بكبسة زر واحدة، دون عناء كبير، وأن نجاح الضربات الجوية في قلب المعادلة الميدانية بصورة سريعة في عدن، هو مؤشر واضح على قدرة هذه الضربات على إضعاف الحوثيين وإرباكهم في باقي المحافظات اليمنية. وأن نجاح الضربات الجوية في عدن هو رد صارم ورسالة واضحة للانقلابيين الحوثيين بأن سيطرتهم على عدد من المحافظات يظل مسألة وقت لا أكثر، ما دامت الضربات الجوية في عدن قد ألحقت بهم خسائر قاسية في وقت وجيز. ووجه الغابري انتقادات حادة للموقف الروسي الذي يدافع عن الحوثيين، مشيراً إلى أن موسكو أفصحت تماماً عن مواقفها المعادية للعرب، وقال "روسيا وإيران تريدان للعرب أن يتقاتلوا فيما بينهم، والموقف الروسي الأخير في مجلس الأمن أكد أنها دولة معادية للعرب".