أكدت قوات التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن علمها التام بتورط إيران وحزب الله في تدريب ميليشيات الحوثي قبل بدء عملية عاصفة الحزم التي دخلت يومها السادس أمس. وتوعد المتحدث العسكري العميد ركن أحمد عسيري بأن يلقى هؤلاء المقاتلون مصير المتمردين الحوثيين نفسه على الأرض اليمنية. وفيما ركزت المقاتلات الجوية على محافظة صعدة "معقل الحوثيين"، عملت على قصف التحركات الحوثية المتوجهة إلى العاصمة الموقتة عدن. ورحب عسيري بكل الجهود الراغبة في إغاثة الشعب اليمني مع تأكيده ضرورة أن تتسق مع التنظيمات المعتمدة حتى تتم جدولتها وفق العمليات العسكرية من جانب، وحتى لا تصل المساعدات إلى الأيدي الخطأ من جانب آخر. إلى ذلك، تصدى حرس الحدود في سقام نجران لمناوشات خفيفة مع الحوثيين، فيما طمأن قائد حرس الحدود في عسير اللواء سفر الغامدي على أمن المنطقة حدوديا، بينما أكد وزير الصحة أحمد الخطيب جهوزية مستشفيات المنطقة الحدودية لأي طارئ. توعدت قوات التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن بأن يلقى المقاتلون الإيرانيون ومقاتلو حزب الله الداعمون للحوثيين على الأرض اليمنية، المصير ذاته الذي يواجه المتمردين. ورد المتحدث العسكري لقوات التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري على التقارير الأميركية التي تحدثت عن مقاتلة قوات الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله إلى جانب الحوثيين، بالقول "نحن نعلم قبل بدء عملية عاصفة الحزم بأن إيران وحزب الله كانت تدرب الحوثيين، وإن كانوا موجودين الآن فليلقوا ذات المصير"، مشددا التأكيد على أن قوات التحالف لن تسمح بدخول أي خبراء أو مقاتلين جدد إلى اليمن، وذلك بإحكامها السيطرة على الجو والبر والبحر. واستمرت عملية عاصفة الحزم في يومها السادس، بالأهداف ذاتها المعدة سلفا، التي تتركز على منظومة الدفاع الجوي التي استولى عليها الحوثيون من الجيش اليمني ومخازن الطائرات والأسلحة والذخائر واستهداف العربات وقطع سبل الإمدادات التموينية والعسكرية للمتمردين، والتضييق على تحركاتهم على الأرض، خصوصا على الطرق الموصلة إلى العاصمة الموقتة عدن. وفي المؤتمر الصحفي اليومي الذي عقده عسيري في مطار قاعدة الرياض الجوية أمس، استبعد أن يكون الخيار البري مطروحا على الطاولة الآن. ورد المتحدث باسم قوات التحالف على دعوة وزير الخارجية اليمني رياض ياسين التي طالب فيها التحالف بتدخل بري عاجل، بالقول "الوزير كان يتحدث عن العملية بشكل شمولي.. أما بالنسبة للتخطيط والتصميم العملياتي فهو شأن عسكري بحت.. نحن نؤكد أنه متى ما استدعت الحاجة لذلك الخيار فلن نتردد، فقوات التحالف بكل الدول المشاركة جاهزة لتنفيذ كل الخطط الموضوعة". وعرض المتحدث العسكري على الصحفيين صورا جوية لعمليات القصف التي نفذتها قوات التحالف ضد عدد من الأهداف على الأرض، كعربات نقل الإمدادات والدبابات ومخازن الصواريخ وبعض نقاط التفتيش التي نصبها الحوثيون على بعض الطرقات. ونفى العميد ركن عسيري أن تكون معظم المدن اليمنية تعاني من ظاهرة حرب الشوارع. وقال "نحن نعلم أن هناك نوعا من ذلك ولكنها في مدن محددة"، مؤكدا أن اللجان الشعبية والجيش اليمني يقومانن بالدور المطلوب لحماية الشعب على الأرض، لافتا إلى أن الحوثيين الموجودين في عدن في هذه الأثناء كانوا دخلوها منذ أن كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي هناك، واستقروا بداخلها، لافتا إلى أن المقاتلات الجوية تقوم بواجبها شمال مدينة عدن باستهداف جميع الأهداف المتحركة تجاه المدينة لمنع بلوغ الحوثيين العاصمة الموقتة وتقديم الدعم العسكري للمجموعات التي سبق وأن دخلتها قبل بدء العملية. وفيما أوضح المتحدث العسكري لقوات التحالف أن العمليات الجوية الحالية تركز على صعدة "معقل الحوثيين"، لفت إلى أن المقاتلين المتمردين سعوا إلى دخول ضالع وشبوة، وذلك بغية الاحتماء من ضربات التحالف، مشيرا في مقابل ذلك إلى أن قوات عملية عاصفة الحزم استهدفت البارحة معسكر كتاف وبعض معسكرات الألوية الأخرى. ورحب العميد ركن أحمد عسيري بكل جهود الإغاثة التي تريد أن تقدم أعمالها الإغاثية للشعب اليمني، لكنه شدد على أن ذلك يتطلب نوعا من التنظيم بحيث تقدم الطلبات بالطرق الديبلوماسية، لكي يتم تنظيمها وفق العمليات العسكرية القائمة، وأن تتم وفق تنظيمات تحول بين وصول الإغاثة إلى الأيدي الخطأ، مؤكدا أن قوات التحالف تعي دورها تجاه الشعب اليمني ولن تتأخر في دعمه وإغاثته. وكان عسيري كشف في المؤتمر عودة مطار نجران للعمل بعد تعليق الرحلات الجوية المغادرة منه والقادمة إليه، كإجراء احترازي نتيجة عمليات إطلاق نار عشوائية فردية في محيطه، يجري التحقق من مصدرها والتعامل معها.