قال خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمة ارتجالية خلال رعايته مساء أمس حفل افتتاح معرض وندوات (الفهد روح القيادة): "يشرفني هذه الليلة أن نحتفي بوالدي الثاني الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، وأني أعتز وأفتخر أن أكون أخاً للفهد، وأن أحضر بينكم هذه الليلة". كما دشن الملك سلمان بن عبدالعزيز موسوعة الملك فهد بن عبدالعزيز في 10 مجلدات ووقع على النسخة الأولى للموسوعة "سيرة ملك". وتجول الملك سلمان في المعرض التفاعلي الذي يستعرض سيرة الفهد من ولادته حتى وفاته، يرحمه الله، إذ شمل المعرض على 1000 صورة للملك الراحل بعضها يعرض للمرة الأولى، والأوسمة والأوشحة التي تقلدها، ووثائق رسمية ومخطوطات، بالإضافة إلى مقتنيات الملك فهد الشخصية. وفي السياق ذاته، تنطلق اليوم الندوات المصاحبة لمعرض الفهد روح القيادة بسبع ندوات يديرها 29 متحدثا وباحثا تاريخيا ومتخصصا يناقشون خلالها 40 بحثا ودراسة وورقة عمل على مدى يومين، يقام خلالها 60 ورشة تدريبية يقدمها 20 مدربا ومدربة ل2500 متدرب ومتدربة أعدها مجموعة من الخبراء المتخصصين في المجالات القيادية والتربوية، وسيقوم بالتدريب كذلك نخبة مميزة من المدربين المحترفين للرجال، والمدربات المتمكنات للنساء. الورشة التدريبية الأولى بعنوان "السمات القيادية" وتهدف إلى تزويد المتدربين من الشباب والفتيات بلمحة عامة حول أهم الأدوات القيادية والصفات الشخصية التي ينبغي أن تتوافر لدى القيادات الشابة. أما الورشة التدريبية الثانية بعنوان "التنشئة القيادية للطفل"، وتستهدف هذه الورشة الأمهات والمربيات والمعلمات وكل من لهن علاقة بتربية الأطفال بهدف إكسابهن مهارة اكتشاف السمات القيادية لدى الطفل، وأهم الأساليب التربوية الفعالة في تنشئة الأطفال تنشئة قيادية، ليصبحوا مؤثرين في مجتمعاتهم مساهمين في منظومة التنمية والتطوير. عبدالعزيز بن فهد يوثق صورا نادرة في كتاب الرياض: فارس النواف تزامنا مع معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز صدر كتاب "فهد بن عبدالعزيز آل سعود.. صور لها تاريخ"، الذي يحمل رؤية وفكرة الأمير عبدالعزيز بن فهد، ويشمل مجموعة من الصور النادرة للملك الراحل وعدد من إخوانه الملوك والأمراء أبناء المؤسس، وصورا لعدد من قادة العالم في مناسبات متعددة. وكان لقرب الأمير عبدالعزيز بن فهد من والده دور في جمع تلك الصور النادرة والخاصة عن حياة الملك الراحل، يرحمه الله، واحتوى الكتاب صور الملك فهد في طفولته وشبابه، فضلا عن صوره في أيامه الأخيرة، يرحمه الله. الكتاب صدر عن دار العاذرية للنشر والتوزيع في 365 صفحة من المقاس الكبير، وكتب مقدمته الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، الذي أكد من خلال المقدمة أن الكتاب يسعى إلى استنطاق صور شهدت على حقب من الزمن وواكبت مناسبات وأحداثا مهمة، لتروي لنا جزءا وفصلا من تاريخ هذا الملك الهمام، وتستعرض الصور مواقفه التاريخية وإنجازاته المشهودة على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، لتكتمل الصورة الحقيقية لمسيرة العطاء والإنماء في هذا الوطن المعطاء. واستطرد الأمير عبدالعزيز بن فهد في مقدمته للكتاب "لقد استغرق إعداد هذا الكتاب ما يزيد على 5 سنوات، كان العمل خلالها متواصلا بغية توثيق الصور بشكل علمي، عن طريق الرجوع إلى المراجع العلمية والمصادر المتنوعة، من "وثائق، وكتب، ومطبوعات، وأشخاص معاصرين" من أجل أن تكون الصور مستوفية عناصرها الرئيسية من حيث الزمان والمكان والأشخاص، ومن أجل مراعاة جانب الدقة في توثيق المعلومة، مع الأخذ في الحسبان عامل الترتيب الزمني لكل صورة من صور هذا الكتاب، وتضمينه بعض المختارات من كلماته ولقاءاته وتوقيعاته -يرحمه الله- التي اقتضى الموقف ذكرها ليكون الكتاب أكثر توثيقا، مما سيمكن الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالتاريخ السياسي عامة، وتاريخ المملكة خاصة، من أن يجدوا مادة خصبة فيها الكثير من المعلومات التي تروي تاريخ قائد عظيم كافح حتى بنى دولة عصرية متطورة، ونهض بها ليجعلها في موقع الريادة والطليعة بين الدول".