لم تكد تمر سوى ساعات قلائل على إعلان مغادرة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح العاصمة اليمنية صنعاء، إلى جهة غير معلومة، حتى أكدت مصادر عسكرية يمنية رفيعة المستوى أن قيادات عسكرية موالية لجماعة الحوثيين غادرت هي الأخرى مواقعها في صنعاء، نتيجة الغارات المكثفة ل"عاصفة الحزم". وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها في تصريحات إلى "الوطن"، أن قيادات الجماعة المتمردة باتت تخشى على حياتها وأنها توارت عن الأنظار في أماكن مجهولة، مشيرة إلى أن قوات الحوثيين على الأرض أظهرت تذمرا كبيرا من هذا الوضع، بعد أن فقدت الاتصال مع قادتها، وصار التواصل معهم متقطعا. وتابعت بالقول إن هذه القيادات كانت تتمركز في قاعدة الديلمي الجوية، وقوات الاحتياط التي كانت في السابق مقرا للحرس الجمهوري سابقا، ومعسكر القوات الخاصة "الأمن المركزي سابقا"، إضافة إلى معسكر ريمة حُميد. في سياق متصل، أكد مصدر إعلامي مطلع داخل اليمن أن صالح غادر صنعاء أول من أمس في اتجاه حضرموت، وأن القوات التي قيل إنه قام بتحريكها في اليومين السابقين نحو عدن كانت تستهدف تأمين طريقه باتجاه إحدى الدول الإقليمية. وقال الإعلامي أنيس منصور إن صالح غادر صنعاء في موكب ضخم، يضم سيارات مصفحة، ما يشير إلى ضلوع دولة أجنبية في مسألة هربه، وإن شبهة تسوية ربما وقعت بين مرافقيه تقضي بتسليم السلاح مقابل مرور الموكب. وانتقد منصور دعوة صالح إلى الحوار، مشيرا إلى أنه لم يقصد بها سوى الخداع، متسائلا عن السبب في إطلاقها في هذا الوقت تحديدا؟ وتابع "الرئيس المخلوع عرف على الدوام بأنه يجيد المماطلة والتسويف، حتى دعوته الأخيرة لم يقصد بها سوى الخداع، وإلا فلماذا لم يطلقها في السابق، ولماذا رفض الاستجابة إلى الأصوات التي دعته إلى حقن الدماء، والجلوس إلى طاولة التفاوض؟". وشدد منصور على ضرورة التخلص من صالح بصورة نهائية، مؤكدا أنه يمثل مصدر خطر دائم على اليمن، وتابع "الرئيس المخلوع لن يتوانى في التواطؤ مع أي من أعداء اليمن، وربما يكون هربه بهدف التقاط الأنفاس، ريثما يجد من يتآمر معه من جديد ضد مصلحة شعبه. لذلك لا بد من وضع حد له، وإرغامه على اعتزال السياسة بصورة نهائية، ومحاسبته على كل الجرائم التي ارتكبها في حق شعبه وإعادة الأموال التي نهبها، إضافة إلى تطهير الجيش من نفوذه وتصفية الموالين له، حتى يعود مؤسسة قومية لا تدين بالولاء للأشخاص". وأكد منصور أن غالبية الشعب اليمني تؤيد عاصفة الحزم، وتدرك أنها لم تأت إلا دفاعا عن الشرعية، ومحاولة لتهدئة الأمور، ونزع كل دوافع التوتر، مبينا أنها أوقفت اعتداءات الحوثيين على الشعب اليمني، ودفعتهم إلى اتخاذ موقف الدفاع، بعد أن كانوا هم الذين يبادرون بالهجوم.