سيطرت فصائل من المعارضة السورية ممثلة في جبهة النصرة وحلفائها أمس بالكامل على مدينة إدلب الاستراتيجية والحدودية مع تركيا لتكون ثاني مدينة تخرج عن سيطرة نظام بشار الأسد بعد مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش، بحسبما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد أن "حركة أحرار الشام ومقاتلي جبهة النصرة "تنظيم القاعدة في بلاد الشام" وتنظيم جند الأقصى وفصائل أخرى، سيطرت على مدينة إدلب بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة استمرت لنحو أربعة أيام، مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها". وقال المرصد إن الاشتباكات التي دارت فجر أمس، أسفرت "عن أسر وقتل عدد من عناصر قوات النظام، إضافة إلى مقتل سبعة مقاتلين على الأقل، من الفصائل المعارضة، وبذلك تصل الحصيلة إلى 130 قتيلا من الطرفين منذ بدء الهجوم الثلاثاء الماضي. وقال مراقبون إنه بسيطرة جبهة النصرة على مدينة إدلب أصبحت تسيطر على معظم محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، باستثناء جسر الشغور وأريحا التي لا تزال، إضافة إلى مطار أبو الضهور العسكري وقواعد عسكرية أخرى، في أيدي قوات النظام، مشيرين إلى أن سقوط إدلب يعد مؤشرا على تهاوي النظام خصوصا أن الجبهة تسعى إلى إقامة كيان خاص بها مواز لما يسعى إليه تنظيم داعش في مناطق أخرى في شمال وشرق سورية وشمال وغرب العراق. يأتي ذلك فيما قال مصدر أمني لبناني إن الجيش السوري مدعوما بمقاتلين من ميليشيات حزب الله حاصر مدينة الزبداني قرب الحدود مع لبنان أول من أمس، لافتة إلى سقوط 20 قتيلا من مقاتلي المعارضة خلال المواجهات. من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال وجوده في مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ، عن شعوره ب"الخزي" إزاء "فشل" المجتمع الدولي في وضع حد للنزاع في سورية. وقال "أعترف لكم بشعوري بالغضب والخزي. الغضب لرؤية الحكومة السورية والمجموعات المتطرفة والإرهابية وهم يدمرون بلدهم بلا هوادة". وتابع أنه يشعر ب"الخزي للمشاركة في الفشل الجماعي للمجتمع الدولي والإقليمي في العمل بحزم لوقف المذبحة" في سورية.