بدأت التحضيرات لعمليات عاصفة الحزم قبل أكثر من خمسة أيام، بعد اجتماع خليجي عالي المستوى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر العوجا بالدرعية الذي وجه ببدء عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن عند الساعة 12 ليلاً قبيل فجر الخميس. وكان المجتمعون الخليجيون في قصر العوجاء قد أكدوا على مواقف قادة دولهم الداعمة للشرعية اليمنية، ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وللشعب اليمني واستعدادهم لبذل كل الجهود لدعم أمن اليمن واستقراره، حيث إن أمن دول مجلس التعاون وأمن اليمن هو كل لا يتجزأ. وجاء انطلاق عمليات عاصفة الحسم بعد أسبوع من حضور ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف التمرين التعبوي الأول المشترك لقوى الأمن الداخلي، "وطن 85"، التي مثلت قطاعات حرس الحدود، وقوات الأمن الخاصة، والأمن العام "قوات الطوارئ الخاصة ودوريات الأمن"، وقوات أمن المنشآت، وطيران الأمن، والدفاع المدني، والجوازات، ومركز القيادة والسيطرة بوزارة الداخلية، وبمساندة من الهيئة العليا للأمن الصناعي، ومصلحة الجمارك، وسبقتها بأيام معدودة أيضا زيارة تفقدية لوزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع للمنطقة الشمالية، واطلع على طائرات الأباتشي التابعة لطيران القوات البرية، والتي تم تعزيز قدراتها بتحديثات تقنية متطورة أتاحت لها إمكانات جديدة. كما زار مقر منظومة طائرة من دون طيار "فالكو" التي استحدثت أخيرا لتعزيز قدرات القوات المسلحة بالحدود الشمالية، ووقف على جاهزيتها العملياتية، وما تضمه المنظومة من محطة للتحكم بالطائرات على أحدث التقنيات ومقدرتها الاستطلاعية التصويرية ليلاً ونهاراً. ثم تفقد وزير الدفاع معدات قوة الواجب 35 و36، وما تضمه من أسلحة مشاة ودبابات ومدفعيات وقوة للتدخل السريع. وتأتي العملية بعد 11 شهرا على تنفيذ القوات العسكرية السعودية، أكبر تمرين تعبوي في تاريخها، وأطلق عليه اسم "سيف عبدالله"، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من قادة الدول، وتم تنفيذه في 3 مناطق، وهدف إلى رفع قدرة الجندي السعودي لمواجهة التحديات المستقبلية، والتعامل مع أحدث الأجهزة المتقدمة من الناحية التقنية لتحقيق المرونة وخفة الحركة والحشد، واستعراض لجزء من ترسانة السلاح السعودي ومنها صواريخ "رياح الشرق"، وهي صواريخ باليستية أرض - أرض. وكان مركز التحكم والسيطرة لعاصفة الحزم، قد حدد عدة أهداف محددة قبل انطلاق الغارات الجوية ليل الخميس، كان منها 11 هدفاً محدداً، لتمكن من السيطرة على أجواء اليمن، وحرمان المتمردين الحويثين من استخدام قدرات الدفاعات الجوية، وتدمير ترسانة الأسلحة الموجودة لدى المتمردين، واستهداف شخصيات وقيادات في جماعة الحوثي، في مناطق مختلفة من اليمن. وكانت قاعدة الديلمي الجوية في مقدمة تلك الأهداف في الساعات الأولى، إضافة إلى بطاريات صواريخ سام، وأربع طائرات حربية، وألوية الصواريخ في فج عطان، وغرفة العمليات المشتركة في صنعاء، ومعسكر السواد والشرطة العسكرية والقوات الخاصة وقوات الاحتياط الجراف بصنعاء. كما شمل بنك الأهداف قاعدة جوية خلف منزل الرئيس هادي بصنعاء، كما استهدف جميع المواقع العسكرية والدفاعات الجوية، وكذلك المطار والقاعدة العسكرية في مدينة الحديدة، كما استهدف قاعدة العند الجوية في محافظة لحج جنوبي اليمن.