وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت تصريحات قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، بأن لبنان والعراق جزء من الامتداد الإيراني في المنطقة، بأنها ليست جديدة، وقال "هذه التصريحات جزء من النفس الإمبراطوري، ما يجعلنا أمام استعمار جديد"، واستغرب في تصريحات صحفية صمت "حزب الله" حيالها، وعدم الرد عليها من قبل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون. في غضون ذلك، انتقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الدور الإيراني في تعطيل انتخاب رئيس للبنان، قائلاً إن طهران اتخذت قراراً بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، حتى يبقى ورقة ضغط في يدها تستخدمها خلال مفاوضاتها مع القوى الكبرى حول ملفها النووي. مستبعداً حصول انتخابات رئاسية في المدى المنظور، نتيجة قرار إيران، عدم حصول هذا الاستحقاق إذا لم تأت النتيجة بمرشحها إلى سدّة الرئاسة. وأضاف جعجع في تصريحات صحفية "رهان المسيحيين يبقى على الدولة اللبنانية، ونحن لن نقبل سلاحاً خارج إطار الدولة، وهذا ليس جديداً على أدبيات الرأي العام المسيحي، لأننا كنا دوماً مع ترسيم حدود الوطن، ومع النأي بالنفس، ومع حياد لبنان، لذا نحاول أن نقرّب كل الفرقاء من هذه الثوابت". وعزا جعجع إصرار لبنان على تعطيل الاستحقاق الرئاسي إلى خوفهم من تكرار تجربة الرئيس السابق ميشال سليمان "الذي شكل صدمة للإيرانيين بمواقفه الوطنية الخالصة، لم يستطيعوا الخروج أو التعافي منها". إلى ذلك، أكدت مصادر صحفية انهيار معنويات مقاتلي حزب الله في سورية، بسبب الخسائر المتكررة التي يمنى بها الحزب، وكان آخرها مقتل 27 منهم بأيدي مقاتلي تنظيمي داعش، وجبهة النصرة في جبال القلمون خلال الأسبوع الماضي، وأكدت المصادر أنه على الرغم من الدعم الذي يقدمه الحرس الثوري الإيراني للحزب بحوالي ستة آلاف مقاتل، يتنقلون معه من منطقة إلى أخرى في قتاله ضد المعارضة السورية، كلما تزايد عدد ضحاياه، إلا أن الحزب يواجه مشكلات عديدة في معنويات جنوده، إضافة إلى الصعوبات المالية الحادة التي يعاني منها. وأضافت المصادر أن هناك قناعة متزايدة لدى القاعدة الحاضنة لحزب الله ووسط مقاتليه الذين أرغموا على المشاركة في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، مفادها بأن هذه الحرب عبثية ولا طائل منها، وتهدد أمن لبنان بالخطر، وأن كل هذه الجهود والتضحيات لا تصب إلا مصلحة إيران، لحسابات قومية ومذهبية خاصة بها. وكانت مصادر إعلامية بريطانية قد نقلت عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن قوله إن الرئيس السابق لجهاز الأمن السياسي السوري، اللواء رستم غزالة، كان أكد لزواره قبل الحادث الذي تعرض له بفترة وجيزة أن القيادة السورية متذمرة من تصريحات مسؤولي حزب الله التي تؤكد أن حزب الله هو السبب في بقاء النظام السوري حتى الآن، وقال "لولا سورية لما وجد حسن نصر الله ولا حزب الله، ووجود الحزب في سورية في الوقت الحالي، إنما يهدف إلى الدفاع عن وجوده في لبنان، بعد أن فقد زخمه الوطني والشعبي الذي كان كسبه بعد حرب 2006".