أبدت السلطة الفلسطينية تشاؤمها من مستقبل مفاوضات السلام مع إسرائيل، عقب ظهور النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية، التي أظهرت تقدم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على منافسيه. وأكدت السلطة أن هذه النتائج تعني بالنسبة لها "استمرار مأزق عملية السلام الذي نتج أساسا عن سياسات نتانياهو، الذي أكد مواصلة نهجه، عبر تأكيد رفضه قيام دولة فلسطينية، وتمسكه بالقدسالشرقية عاصمة لدولته، وتوعده ببناء الآلاف الوحدات الاستيطانية في المدينة. واتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، المجتمع الإسرائيلي بالتصويت ضد خيار حل الدولتين. وقال في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين أمس "واضح جدا أن المجتمع الإسرائيلي صوت لدفن عملية السلام. وضد خيار الدولتين. وأعطى صوته لدعاة العنصرية والاستيطان، واستمرار الاحتلال والمستوطنات، وهذا يتطلب التسريع في تنفيذ الاستراتيجية الفلسطينية بالانضمام إلى المؤسسات الدولية ومراجعة العلاقة مع إسرائيل، لأن العالم أجمع سيكون معنا، ولن تستطيع أميركا أو الكونجرس توفير الحماية لدولة ترتكب جرائم حرب عام 2015 وبهذه الطريقة المكشوفة، في عالمنا اليوم الذي أصبح فيه كل الأمور معروفة للقاصي والداني". وأضاف "مع ظهور نتائج الانتخابات وعودة نتانياهو إلى رئاسة الحكومة أصبح واضحا أنه لا يوجد شريك في إسرائيل. وهذا يؤكد صواب النهج الفلسطيني الديبلوماسي بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، والانضمام إلى باقي المؤسسات والمواثيق الدولية والمعاهدات الدولية الأخرى، كون مكانة فلسطين الآن في الضفة وغزة والقدسالشرقية هي دولة تحت الاحتلال. " بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة في تصريحات ل "الوطن، "ما يهمنا أن نتعامل مع حكومة تعترف بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية، وفق الشرعية الدولية بما في ذلك عدم شرعية الاستيطان. ونحن مستعدون للتعامل مع أي حكومة تلتزم بهذه المفاهيم، وبدون ذلك ستستمر حالة الشلل والفراغ الخطرة التي تعصف بالمنطقة بأسرها". وكانت النتائج الأولية قد خالفت استطلاعات الرأي التي توقعت سقوط نتانياهو، الذي حقق فوزا مريحا في الانتخابات الإسرائيلية بما يؤهله لتشكيل الحكومة القادمة. حيث حصل على 30 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا، مقابل حصول حزب "المعسكر الصهيوني"، برئاسة يتسحاق هرتسوغ على 24 مقعدا، بعد أن كانت استطلاعات الرأي العام تتوقع تشكيل الأخير للحكومة القادمة.