يتوجه الإسرائيليون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمانهم الجديد، وسط استطلاعات رأي تشير إلى شبه تعادل بين معسكر اليمين – المتديّنين بزعامة بنيامين نتانياهو ومعسكر الوسط – اليسار بقيادة اسحق هرتسوغ المتوقع أن تدعمه «القائمة (العربية) المشتركة»، ما يُنذِر بانتخابات أخرى قريبة قد تكون بعد عامين أو أقل، لاستحالة تشكيل حكومة مستقرة. وكان نتانياهو بادر إلى هذه الانتخابات قبل ثلاثة أشهر، حين أقال وزراء «يش عتيد» و «الحركة» الوسطيين بحجة انهم يهاجمون سياسة الحكومة التي يشاركون فيها. واعتبر مراقبون هذه الاتهامات مجرد ذريعة من نتانياهو لتقديم موعد الانتخابات، في ضوء استطلاعات رأي أفادت بأن اقتراعاً مبكراً سيأتي بغالبية مطلقة من المقاعد في الكنيست الجديد لمعسكر اليمين، تضمن لنتانياهو أربع سنوات أخرى في الحكم. لكن تطورات كثيرة في مقدمها تحالف «العمل» و «الحركة» في قائمة واحدة هي «المعسكر الصهيوني»، وتشكيل الوزير المنسلخ عن «ليكود» موشيه كحلون حزباً جديداً (كلّنا) جذب إليه العديد ممن يقترعون ل «ليكود» و «البيت اليهودي»، خلطت كل حسابات نتانياهو. وجاءت الحملة الانتخابية فاترة: فالقضايا الجوهرية (الصراع مع الفلسطينيين، والاستيطان) لم تكن من أولويات الأحزاب، بل انجرّت غالبيتها وراء «يش عتيد» و «كلنا» في تشديدها على أن القضايا الاجتماعية – الاقتصادية (غلاء المعيشة وأزمة الإسكان وتردي خدمات الصحة والتعليم) هي التي تعنيها أولاً وأخيراً. وتفادى نتانياهو التعليق على هذه القضايا لعلمه أن حكومتيه قصّرتا في معالجتها، ليستلّ عشية الانتخابات قضية القدس والاستيطان، ويعلن أنه و«المعسكر القومي» سيحافظان على القدس موحدة، وأنه ملتزم مواصلة الاستيطان في أحياء القدس والضفة الغربية، متهماً منافسه هرتسوغ بالتخاذل في قضية المدينة، وأنه وشريكته تسيبي ليفني يعارضان المشاريع الاستيطانية. كما أعلن نتانياهو أن لا دولة فلسطينية ما دام رئيساً لوزراء إسرائيل، كما أفاد موقع «ان.آر.جي» الإخباري الإسرائيلي أمس. وكرس نتانياهو وهرتسوغ الأمتار الأخيرة من سباق الماراثون في نداءات ملحّة، كل إلى أنصار معسكره، بتفضيل حزبه على الأحزاب الصغيرة من المعسكر ذاته، لأهمية خروج حزب كل منهما مع أكبر عدد من المقاعد، ليتم تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة. وأشارت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدُّم «المعسكر الصهيوني» على «ليكود» بأربعة مقاعد، ولكن من دون أن يضمن ذلك تفوُّقاً لمعسكر الوسط - اليسار. وأشار مراقبون إلى أن 20 في المئة من الناخبين يحسمون موقفهم وهم في طريقهم إلى صناديق الاقتراع. أما إذا تحقّقت الأرقام المتوقّعة فإن الاحتمال الأقوى هو تشكيل «حكومة وحدة» بين «ليكود» و «المعسكر اليهودي» برئاسة نتانياهو أو هرتسوغ أو التناوب بينهما. إلى ذلك، تطمح «القائمة المشتركة» (العربية) للفوز ب15 مقعداً، لكن أركانها يُدركون أن نيل هذا الرقم يستوجب مشاركة 75 في المئة من العرب (واليهود الشيوعيين) في التصويت، علماً أن نسبة مشاركتهم الأخيرة لم تتعدَّ 56 في المئة، فيما توقعت الاستطلاعات فوز القائمة ب13 مقعداً.