يبدو أن الكرة باتت في ملعب السويديين، وذلك بعد أن لوحت الرياض بمراجعة علاقاتها بستوكهولم على خلفية تصريحات وزيرة خارجيتها مارجو والستروم المسيئة إلى القضاء الشرعي. وأكد خبراء سياسيون ل"الوطن" أنه لا خيار أمام السويد إن هي أرادت أن تتجاوز هذه الأزمة إلا بتقديم اعتذار. وقال عضو مجلس الشورى الخبير النفطي فهد جمعة في تصريحات إلى الصحيفة إن "السويد هي الخاسر الأكبر في حال قررت الرياض مراجعة العلاقات الاقتصادية لأنها ستخسر الكثير"، مطالبا الحكومة السويدية بالعودة إلى رشدها، فيما علق رئيس مركز الخليج للأبحاث عبدالعزيز صقر بالقول "إن موقف الرياض من هذه الأزمة هو رسالة لجميع دول العالم"، مؤكدا أن الاعتذار أمر أساس لتجاوز الأزمة. "لا خيار أمامهم سوى الاعتذار، والكف عن التدخل في شؤوننا الداخلية مرة أخرى"، هذه النتيجة هي ما خلص لها عدد من الخبراء والمحللين السياسيين السعوديين، حول رؤيتهم إزاء المطلوب فعله من السويد إن هي أرادت احتواء الأزمة الحالية مع السعودية، وهو ما يأتي بعد يوم من تلويح مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بإخضاع العلاقة مع ستوكهولم للمراجعة. وفي مقابل التوقعات التي تتحدث عن احتمالية خفض مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتمثيل الديبلوماسي، علق عضو مجلس الشورى والخبير النفطي الدكتور فهد بن جمعة على ذلك بالقول "يمكنني القول وأنا متأكد من ذلك بأن السويد هي الخاسر الأكبر في هذه المسألة، ومعروف بأنه تربطها عقود مهمة بالنسبة لها مع السعودية وهناك صفقات كبيرة تخدم مصلحتها". وأضاف ابن جمعة في تصريح إلى "الوطن"، قائلا "السويد بالنسبة للسعودية ليست من الدول المستهلكة للنفط، وليست من الدول المؤثرة اقتصاديا على خلاف المملكة التي تعتبر من الدول العشرين ولها ثقلها في الاقتصاد العالمي.. خلاصة القول إن السويد ستخسر الكثير من مشاريعها الاقتصادية والعسكرية". ورأى عضو الشورى أن لا مناص من أن تتقدم السويد للمملكة باعتذار رسمي. وقال "على الحكومة السويدية أن تعود إلى رشدها وألا تتدخل مجددا في الشؤون الداخلية إن هي أرادت لهذه الأزمة أن تنتهي.. وعلى مسؤوليها احترام عقول المسلمين واحترام القضاء الشرعي، وقبل كل ذلك الدين الإسلامي الذين يدين به أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم". واتفق رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر، مع ما خلص إليه بن جمعة. وقال في اتصال هاتفي أجرته معه "الوطن": "الاعتذار الرسمي للسعودية عن تصريحات وزيرة خارجية السويد مارجو والستروم، هو أمر أساسي وغير قابل للنقاش"، مشددا على أن الرياض ومن خلال تلويحها بإخضاع علاقتها بالسويد للمراجعة بعثت برسالة لكل دول العالم بأن التدخل في الشأن السعودي غير مقبول على الإطلاق وأن دينها هو من يأمرها بصون حقوق الإنسان واستقلال القضاء، وهذا الأمر لا تقبل المساومة فيه أو عليه على الإطلاق". وأمام التوقعات التي تشير لاحتمالية قيام الرياض بمراجعة علاقتها الاقتصادية مع السويد، توقع رئيس مركز الخليج للأبحاث، أن تعمل الشركات السويدية على الضغط على حكومة بلادها، حينما ترى بأن مصالحها باتت مهددة.