يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا اليوم في بروكسيل لنقاش الأزمة في ليبيا، بعد أن قررت الممثلة العليا للسياسة الخارجية فدريكا موجيريني وضع الأزمة الليبية كنقطة أولى ورئيسة في الاجتماع. وتمارس إيطاليا ضغوطا كبيرة على الاتحاد الأوروبي للتحرك بسرعة، بسبب هواجس أمنية ومخاوف من تدفق أعداد هائلة من النازحين إلى أراضيها. ويبحث الوزراء الأوروبيون للمرة الأولى ربط سياسة الهجرة بالسياسة الخارجية الأوروبية. إلى ذلك، أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس أن قنابل عنقودية استخدمت خلال الأشهر الماضية في الصراع المسلح الذي تشهده ليبيا، في أول تقرير عن استخدام هذه القنابل المحظورة في فترة ما بعد سقوط نظام معمر القذافي. وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني "ثمة أدلة ذات صدقية على استخدام القنابل العنقودية المحرمة في موقعين على الأقل بليبيا منذ ديسمبر من العام الماضي". وأوضحت المنظمة أن بقايا هذه القنابل عثر عليها في بلدة بن جواد الساحلية الواقعة على بعد نحو 550 كلم شرق طرابلس في فبراير الماضي، كما عثر على عينات مماثلة بمدينة سرت أوائل الشهر الجاري. وقال مدير برنامج الأسلحة في المنظمة، ستيف جوس "الأدلة الجديدة على استخدام الذخائر العنقودية في ليبيا تثير القلق إلى أبعد الحدود، وعلى السلطات الليبية التحقيق في تلك الوقائع، والتأكد من عدم استخدام قواتها للقنابل العنقودية". وتخوض قوات موالية لحكومة طبرق مواجهات يومية مع القوات الحليفة لحكومة طرابلس، التي تطلق على نفسها اسم قوات "فجر ليبيا"، وهي خليط من الجماعات المسلحة التي فرضت سيطرتها على العاصمة في أغسطس الماضي، إثر معارك ضارية شهدتها المدينة بين الجانبين. في سياق ميداني، شهدت الأطراف الشرقية لمدينة سرت اشتباكات بين مجموعة من قوات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة طرابلس، ومسلحي تنظيم "داعش"، بحسب ما أفاد قائد ميداني ومسؤول محلي. وهذه أول اشتباكات بين الطرفين منذ سيطرة مجموعة مسلحة أعلنت انتماءها إلى تنظيم "داعش" في فبراير الماضي على مؤسسات حكومية في سرت ونظمت استعراضا عسكريا في بعض شوارعها. وقال أحد قادة قوات "فجر ليبيا"، ويدعى العميد محمد الأجطل في تصريحات صحفية "جرت معارك ضارية بين الكتيبة 166 مشاة التابعة لقوات فجر ليبيا ومجموعات من الفرع الليبي لتنظيم داعش، ما أدى إلى سقوط قتيل من قوات فجر ليبيا".