وافق البرلمان الليبي أمس، على اقتراح باختيار اللواء خليفة حفتر قائدا عاما للجيش، وقال المتحدث باسم البرلمان فرج هاشم، إن رئيس مجلس النواب المنتخب عقيلة صالح، أعلن ومن فوق القبة تكليف خليفة حفتر بمنصب قائد الجيش، لافتا إلى أن كل النواب وافقوا على الاختيار"، ومبينا في نفس الوقت أن قرار التعيين ما زال في حاجة إلى توقيع صالح عليه. يأتي ذلك في وقت، عدّ فيه وزير الخارجية الليبي محمد الدايري أن تصاعد قوة المجموعات المتطرفة يهدد بتحويل ليبيا إلى سورية أخرى، مشيرا إلى أن الغربيين يجب أن يسلحوا القوات الليبية التي تقاتل المسلحين. وقال الدايري في تصريحات صحفية أثناء زيارة قصيرة قام بها أول من أمس إلى باريس "الوقت من ذهب" و"الإرهاب ليس خطرا على الليبيين فقط أو دول الجوار، إنما يمثل خطرا متزايدا على أوروبا أيضا"، مضيفا أن " تنظيم داعش يسيطر على مدينتي درنة "شرق" وسرت "وسط"، وأن عدد المسلحين الأجانب يقدر حاليا بحوالى خمسة آلاف عنصر في ليبيا، ومؤكدا أن حكومته "لم تطلب حاليا أي تدخل عسكري غربي" مثل ذلك الذي أطاح بنظام معمر القذافي في 2011 وإنما طالبت "بدعم قدرات الجيش الليبي". ومن جانبها، حذرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فدريكا موجيريني من خطر قيام فرع لتنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا. وقالت المسؤولة الأوروبية في كلمة ألقتها في مركز" شاتهام هاوس" في لندن ووزعها مكتب خدمة العمل الخارجي في بروكسل: إن "حل الأزمة في ليبيا لا يصب فقط في مصلحة الشعب الليبي ولكن أيضا في مصلحة أوروبا، مؤكدة أنه لا يمكن ترك ليبيا تسقط في دوامة المتاجرين بالبشر الذين يعرضون حياة الكثير من المهاجرين للخطر في غياب سيطرة الدولة على سواحل ليبيا وحدودها البرية". وكان من المرتقب عقد جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف الليبية المتصارعة في المغرب اليوم، لكن البرلمان الليبي المعترف به دوليا قرر تعليق مشاركته في هذا الحوار "بعد الاعتداءات الإرهابية" التي وقعت الجمعة الماضي في منطقة القبة. وقال نائب رئيس هذا البرلمان صالح المخزوم في مؤتمر صحفي في العاصمة طرابلس إن "بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أبلغت المؤتمر بشكل رسمي تأجيل جولة الحوار الليبي التي كان من المزمع عقدها في المغرب". وأضاف المخزومن وهو رئيس لجنة الحوار المنبثقة عن المؤتمر، أن عملية التأجيل ستكون لأيام عدة، لافتا الانتباه إلى أنه لم يتم الاتفاق بعد على الموعد القادم. إلى ذلك، دانت الحكومة الليبية الموقتة، جريمة اغتيال الناشطة الحقوقية انتصار الحصائري وعمتها رميا بالرصاص في "طرابلس"، عادّة أن الحادث يدل على أن العاصمة ليست آمنة وتقبع تحت قبضة الإرهاب.