سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ياسين ل"الوطن": مقاطعة مؤتمر الرياض أشعلت خلافات الحوثيين وزير الصحة السابق: إيران تراجعت عن وعودها للمتمردين * أكد أن الجلوس إلى طاولة الحوار هو المخرج الوحيد
أكدت مصادر يمنية مطلعة وجود خلافات واسعة وسط جماعة الحوثيين بسبب الموقف من المشاركة في الاجتماع المزمع عقده قريبا في الرياض، تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، تلبية لطلب رسمي تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي وافق على استضافة الحوار في العاصمة السعودية. وأشارت المصادر إلى وجود مجموعة معتدلة داخل الجماعة ترى أن المخرج الوحيد للأزمة التي أقحمت فيها الجماعة نفسها، بالاستقواء بالسلاح واجتياح العاصمة صنعاء، والاستيلاء على مؤسسات الدولة، يتمثل في المشاركة الفاعلة في مؤتمر الرياض، وأن هذه الجماعة تقدمت بمذكرة تفصيلية لزعيم الحركة، أكدوا فيها أن هذه المشاركة ستعود على الحركة بفوائد كثيرة، في مقدمتها إزالة الاحتقان الذي حدث مع المجتمع المحلي والدولي ودول المنطقة، إضافة إلى الاعتراف الرسمي بالحركة وأنها أحد مكونات المجتمع اليمني. ويؤكد وزير الصحة السابق، القيادي في الحراك الجنوبي، د. رياض ياسين وجود الخلاف بين الجماعة المتمردة، مشيرا إلى أنه أحد الإفرازات الطبيعية للحركة التي لم تعهد الالتزام بالقوانين والأنظمة، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "الخلاف بدأ يدب في أوساط المتمردين، لأنهم ليسوا مؤسسة قائمة على قوانين ولوائح، ولا ينظرون إلى مصالح البلاد العليا كأولوية ينبغي تقديمها على ما سواها، لذلك فإن تفاقم الخلافات هو أمر طبيعي لاختلاف المصالح. لذلك نحن نشجع عقلاء الجماعة على الانخراط في العملية السلمية، والضغط على الآخرين كي يقبلوا بالمشاركة في مؤتمر الرياض، إلا أن متشددي الجماعة ومن يناصرهم من حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح يضغطون باتجاه المقاطعة، لإدراكهم أنهم سيفقدون كل شيء، بسبب وجود إجماع داخلي ودولي على رفض استمرار هذا الوضع، وضرورة عودة الشرعية، ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي". وأضاف "الحوثيون كانوا يظنون أن إدارة دولة بحجم اليمن هو أمر سهل، وقد صدمتهم الحقائق والوقائع، ورأوا بأعينهم خلال الأسابيع الماضية التي سيطروا فيها على مقاليد الأمور أن هذه المسؤولية ليست سهلة كما كانوا يتوهمون، فهناك أزمة مالية خانقة، وكانوا يعولون على الدعم الإيراني الذي توقعوا استلامه فور استيلائهم على السلطة، لكنهم صدموا بأن إيران لم تقدم لهم شيئا، فطهران نفسها تعاني من صعوبات مالية كبيرة، ويتعرض اقتصادها لضغوط هي الأعنف على الإطلاق، جراء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليه الدول الغربية. وتدني أسعار النفط العالمية. إضافة إلى ارتفاع كلفة الحرب في سورية التي تتولى طهران تمويلها بالكامل، ناهيك عن الدعم المالي لحزب الله اللبناني، والفصائل الشيعية الموالية لها في العراق. كل هذا أوجد ضغوطا على طهران جعلها غير قادرة على تنفيذ وعودها التي أطلقتها للمتمردين الحوثيين، مثل توفير التمويل المالي المطلوب لتسيير شؤون الدولة، ودعمهم بالغاز وإيصال الكهرباء". ودعا ياسين الحوثيين إلى تغليب صوت العقل، والجلوس إلى مائدة الحوار في الرياض، قائلا "على الجماعة إدراك أن رفض المشاركة سيزيد من العزلة الدولية التي تعاني منها في الوقت الحالي، وأن المشاركة هي أقصر الطرق للوصول إلى حلول، وأن يتذكروا الفوائد الكثيرة التي جنوها في السابق من خلال مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني اليمني، حيث تعامل معهم الجميع على أنهم مكون رئيس ضمن العملية السياسية في اليمن، وأن ميلهم للعنف واستخدام السلاح هو الذي أوصلهم إلى هذا المأزق. واختتم تصريحاته بالقول "لا بد للجماعة أن تدرك حجمها الحقيق، وأنها أحد المكونات السياسية في اليمن، وليست صاحبة الأغلبية، فهم أقلية، وادعاءاتهم بأنهم يمثلون ثورة، هي ادعاءات غير صحيحة، لن توصلهم إلى شيء، ولن تكسبهم الشرعية، حتى لو استقووا بالسلاح ومالوا إلى العنف والترهيب".