التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس في شرم الشيخ المصرية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وذلك للتحادث خصوصا في الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، كما أعلن ديبلوماسي أميركي. وأضاف المصدر "كيري سيبحث السبل الكفيلة بتمكين السلطة من القيام بمهماتها، ونحن قلقون بشأن مستقبل السلطة، وهذه اللقاءات هي جزء من المحادثات المتواصلة التي نجريها مع الأطراف المعنية هنا". وكانت إسرائيل توقفت منذ يناير الماضي عن دفع 127 مليون دولار من أموال الضرائب التي تعود للسلطة، وذلك في رد فعل على انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية. ما أعاق قدرة السلطة على الوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها، وحال بينها وبين تسديد مستحقات الموظفين. ودفع هذا التعنت الإسرائيلي رام الله إلى إعلان وقف التنسيق الأمني مع تل أبيب، والتهديد بحل السلطة. من جهة أخرى، يتجاهل الفلسطينيون الانتخابات الإسرائيلية المزمع إجراؤها خلال اليومين المقبلين، وتسود قناعة قوية بين الفلسطينيين بأن الحكومة المقبلة – بغض النظر عن رئيسها ومكوناتها – لن تختلف في سياساتها عن الحكومة الحالية، وأنها ستواصل سياسات الاستيطان، ومصادرة أراضي الفلسطينيين، ومحاولات اقتحام المسجد الأقصى. وقال المحلل السياسي طلال عوكل "حل الدولتين لم يعد موجودا على الطاولة. فإسرائيل تتجه إلى عزل ومصادرة مدينة القدس". وأضاف "نتنياهو وحلفاؤه يحبذون مزيدا من التوسع، وحزب الاتحاد الصهيوني بقيادة زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوج يؤيدان بناء مزيد من المنازل في التجمعات الاستيطانية القائمة، ويتجاهلان الانتقادات المتكررة للولايات المتحدة وأوروبا. وفي الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل مع القدسالشرقية منذ حرب عام 1967، شدد الجيش قبضته، واستشهد بالمناورات التي أجريت في الآونة الأخيرة وشارك فيها 13 ألف جندي إسرائيلي". وتابع عوكل بقوله "الذئب الأبيض مثل الذئب الأسود كلاهما صياد غادر". وكان استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أظهر تفوق حزب "المعسكر الصهيوني"، برئاسة يتسحاق هرتسوج، وتسيبي ليفني بعدد ثلاثة مقاعد على حزب "الليكود"، برئاسة بنيامين نتنياهو، وذلك قبل أسبوع واحد من الانتخابات. وبحسب الاستطلاع الذي أجرته إذاعة الجيش الإسرائيلي، سيحصل المعسكر الصهيوني على 24 مقعدا، في مقابل 21 مقعدا لحزب الليكود. وكان نتنياهو أكد في لقاء مع أعضاء حزبه أن الفوز في الانتخابات ليس مضمونا، داعيا إلى تكثيف الحراك لإقناع الناخبين بالتصويت لمصلحته. ويخشى الحزب أن تقضي الانتخابات الأسبوع المقبل إلى وصول المعسكر الصهيوني إلى سدة الحكم.