يحتشد مساء اليوم في العاصمة السعودية الرياض جمع من المثقفين والكتاب والإعلاميين والمهتمين، يتقدمهم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، الذي يدشن دورة جديدة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2015 رافعة شعار "الكتاب.. تعايش"، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، لتسفر الرياض عن وجهها الحضاري المعبر عن احتفائها بالكلمة والمعرفة في عرسها السنوي الكبير. وفيما رفع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة للمعرض ودعمه الدائم -أيده الله- للمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي من الكتّاب والمؤلفين والناشرين، أكد أن معرض الرياض الدولي للكتاب سيشهد هذا العام تطورا ملحوظا في مجال خدمات الاستعلام، والتسوق الإلكتروني، وزيادة عدد منصات التوقيع، إضافة إلى الفعاليات الثقافية التي تلبي حاجات الأسرة والشباب والطفل، والندوات وورش العمل المصاحبة. وأعرب الدكتور الطريفي عن أمله بأن يعكس هذا الحدث الثقافي النهضة التنموية التي تشهدها المملكة في المجالات كافة. وأوضح الطريفي أن عدد دور النشر المشاركة هذا عام "915" دار نشر وتوكيلا من 29 دولة عربية وأجنبية، وتبلغ مساحة المعرض الذي يستمر عشرة أيام 23 ألف متر مربع، مرحبا بجمهورية جنوب أفريقيا التي تحل ضيف شرف على المعرض في دورته الحالية وتقدم من خلال جناح متميز لها تاريخها وأدبها وإصداراتها لزوار المعرض. إلى ذلك، خصصت الوزارة جناحا في المعرض باسم "ذكرى الراحلين"، يعرض صورهم وسيرهم الذاتية ونسخا من نتاجهم، ومن أبرز الأسماء الراحلة الدكتور عبدالعزيز الخويطر، والدكتور عبدالرحمن العثيمين، وعابد خازندار والدكتور علي الخليف، ومحمد إسماعيل جوهرجي، وإبراهيم النملة، وغرم الله الصقاعي، والدكتور راشد المبارك. ومنذ انتقال مسؤولية تنظيم المعرض من وزارة التعليم العالي إلى وزارة الثقافة والإعلام عام 2007 بات معرض الرياض الدولي للكتاب يكتسب زخما واهتماما واسعين محليا وعربيا وتسلط عليه الأضواء بكثافة، كونه الحدث الثقافي الأبرز في المملكة، إضافة إلى تحقيقه أعلى أرقام المبيعات بين المعارض العربية. إضافة إلى ما يحدثه من ضجيج في ظل مواقف بعض المتشددين حياله، وهو ما يحدث جدلا مفرغا من الموضوعية والمعرفة طبقا لآراء كثير من المراقبين الذين يتطلعون إلى تجاوز ما اعتبروه فتورا في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض طبقا لما أعلن، وهو الأمر الذي ينفيه منظمو المعرض، ذاهبين إلى أن هناك توازنا وتنويعا في البرنامج يراعي متطلبات المرحلة، بالتوصل إلى صيغة متوازنة لإرضاء جميع الأذواق والاتجاهات الأدبية والثقافية، بحسب مدير معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور صالح معيض الغامدي الذي كشف ل"الوطن" تقليص مساحات الجهات الحكومية التي كانت تأخذ مساحات كبيرة، لافتا إلى أن وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية وإدارة المعرض "حرصتا على استضافة وجوه جديدة للمعرض من مبدأ إتاحة الفرصة للجميع، ولم يكن ذلك إهمالا أو تجاهلا لأحد، لكنه مهما عملت الوزارة من جهد، فلن تستطيع أن تدعو جميع المثقفين والأدباء". وفي جانب مستوى سقف الرقابة على الكتب المشاركة، أكد الغامدي أن إجراءات ومحددات الرقابة "هي نفسها في الأعوام السابقة ولم يتغير شيء، وهو الشيء نفسه بالنسبة إلى أسعار مساحات دور النشر في المعرض فهي مستقرة ولم تتغير عن العام الماضي. وكانت قضية تطبيق "باركورد" الشراء من أهم القضايا التي أثيرت في دورة العام الماضي، وفي إجابته عن تساؤل "الوطن" حول الجديد في هذا الأمر، قال الغامدي: "الباركورد "لم يطبق بسبب احتجاج معظم الناشرين العام الماضي بمبررات عدة منها الكلفة العالية للأجهزة المستخدمة في "الباركورد"، وأسباب أخرى تتعلق بآلية التطبيق، فقررت إدارة المعرض تأجيل التطبيق الإلزامي ل"الباركورد" حاليا، لكنه سيطبق تدريجيا خلال الأعوام المقبلة بإذن الله حتى يتم تعميمه بشكل كامل، مع أن هناك دور نشر تطبقه حاليا. وهذا لا يعني أن إدارة المعرض لا تراقب الأسعار، بل هناك أسعار محددة وعند ملاحظة أي زائر للمعرض تجاوزها عليه إبلاغ إدارة المعرض أو تسجيل ملاحظته في نماذج معدة لذلك.