أعلن الجيش الوطني الليبي أمس أنه تمكن من اعتقال عدد من المشتبه فيهم على خلفية التفجيرات التي استهدفت مدينة القبة، شمال شرق ليبيا، يوم الجمعة الماضي. وأشار في بيان له إلى أن المعتقلين ينتمون لتنظيم "داعش" الإرهابي الذي كان قد تبنى الهجمات التي أدت إلى مقتل 47 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من 75 آخرين، إثر تفجير ثلاث سيارات مفخخة. وبدوره، قال آمر المنطقة العسكرية في الجبل الأخضر، العقيد فرج البرعصي في تصريح صحفي، إن الاعتقالات جاءت بعد حملة مداهمات واسعة شملت مدينة القبة ومحيطها على مدار الأيام الثلاثة الماضية. وعلى صعيد الوضع في مدينة بنغازي شرق البلاد، عدّ البرعصي أن معارك منطقتي الصابري وسوق الحوت هي معارك منتهية، وأن الحسم بات قريبا جدا. وقال في تصريحات صحفية بثتها قناة "ليبيا أولا"، "حرصنا على أرواح المدنيين والجنود التابعين لنا هو الذي يحول بيننا وبين الحسم العسكري. وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي ستهزم قريبا بعد أن بدأت في الانهيار، نتيجة لازدياد الضغط عليها، وإرهاقها وعدم قدرتهم على تحمل شدة المعارك الدائرة وطول الوقت٬ مؤكدا أن المعارك في بنغازي بصفة عامة ستحسم قريبا جدا". وفي سياق آخر٬ أوضح البرعصي أهمية المعارك الدائرة في ميناء السدرة النفطي ومحيطه٬ عادّا إياها أهم المعارك التي تخوضها قواتهم في البلاد، مشددا على ضرورة دعم القوات فيها بالأسلحة والعتاد والذخائر، ونفى البرعصي وجود أي خلاف بينه وبين اللواء خليفة حفتر. في سياق ميداني، أكد شهود عيان من داخل مدينة درنة الليبية اندلاع اشتباكات عنيفة بين الفصائل المتشددة في وقت متأخر ليل أول من أمس، بعد قيام الجيش الليبي بإغلاق منافذ المدينةالشرقية والغريبة، وقامت كتيبة "شهداء بوسليم" التابعة لتنظيم أنصار الشريعة بالهجوم على ما يعرف ب"الحسبة" التابعة لداعش في المدينة، والمقصود بها القوات التي تؤدي مهام الشرطة، وبحسب الشهود ذاتهم فإن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا. وأشارت مصادر من داخل المدينة إلى وجود قياديين في الجماعات المتشددة، من بينهم محمد أبوسدرة ووسام حميد، بمدينة سرت منذ يوم الأحد الماضي لبذل جهود للمصالحة بين ميليشيات الدروع التابعة لمدينة مصراتة وجماعات داعش بالمدينة. وأضافت المصادر أن أجواء الاحتقان الموجودة في المدينة، دفعت العشرات من العائلات إلى مغادرتها، خوفا من تجدد القتال، مشيرة إلى ازدياد حالات النزوح. لا سيما بعد أن بدأ تنظيم داعش في استعراض قواته العسكرية بشكل يومي، ومطالبته الأهالي من خلال الإذاعة المحلية ب "أداء الواجب الشرعي" للالتحاق بالمجاهدين من "أجل إعلاء كلمة الله وتأسيس دولة الإسلام"، وفقا لما نقل الشهود. كما طالبت ميليشيات درع ليبيا الأهالي بإخلاء منازلهم، والابتعاد عن الأماكن التي تتمركز فيها ميليشيات داعش، ومنحتهم مهلة 24 ساعة انتهت صباح السبت الماضي.